بعيدا عن زخم الإشاعات المغرضة التي أصبحت تجتاح القارئ وتستفز مشاعره وتستهين ذكاءه حينما يطالع بعض الجرائد وهي تروج أخبارا غير موثوقة وغير مدققة ولا تمت بصلة إلى حقائق الواقع وحيثياته كما هي وليس كما أراد لها صاحب المقال أن تكون لغاية في نفس يعقوب قضاها أو أراد قضاءها... فعندما يصبح المقال الصحفي المشوب بتشوهات الحقائق والوقائع والأحداث وتزيف مصدر الخبر أو المعلومة وتحرف الحقيقة لخدمة مصلحة معينة إعلاميا, ويرفض بعض مدراء الجرائد نشر الحقيقة الضائعة عندها بالذات يشعر القارئ الكريم أن فكره وذكاءه وتيقظه وتحليله ورؤيته للأمور أصبح بمثابة ملعب مباح فيه اللعب دون قواعد عبر أقلام لا تود الكشف عن الحقيقة كما هي في الواقع, أقلام مزيفة تباع وتشترى في المزاد العلني لمن يدفع أكثر لتشويه الحقائق وكسب المعارك وترجيح كفة الميزان إعلاميا وقضائيا ومعنويا ومادبا لطرف معين على حساب الطرف الآخر... لحظتها بالذات تضيع الحقيقة للمطلع عليها أو الشاهد على وقائعها وحيثياتها, ويسمع أو يقرأ عكس ما رأى مع التطبيل والتزمير طبعا لهذا الجانب أو ذاك...فيحتار وهو يطلع على أخبار مزيفة ومشوهة ومخدومة تغيرت معها الحقائق وتغير معها كذلك التاريخ والمكان والزمان...يضرب القارئ كفاً بكف مردداً مع قرارة نفسه: لا حول ولا قوة إلا بالله, ما هكذا عينا الموقف والحدث, وما كانت هذه أسبابه الحقيقية, وما كان هذا توقيت مضبوط لحظة وقوع الحادث...عجباً لهاته الأقلام التي تجرؤ على تزييف الوقائع ومسبباتها دون خجل أو وجل, وتدعم طرفا دون الآخر دون أن يرف لها جفن أو تصاب بنغزة ضمير...أقلام مكراة تسبح ضد التيار, وتزيف الحقيقة ببسط قضايا وأفكار زائفة وباطلة وبأسلوب مغشوش ومرشوش بروح المكر والدهاء بعيدا كل البعد عن الأسلوب الرشيق المتزن والفكر النير واللغة الصحفية المحترفة والمهنية... وبصفتي صحفي وقارئ استطيع القول أن ما أسلفته لا يسعني إلا أن استنكر كل الترهات والإشاعات المغرضة التي حاولت النيل مؤخرا من كفاءة وخبرة وسمعة أستاذ في طب الجراحة ومدير مصحة, وجرجرته في المحاكم والتحقيقات البوليسية التي أثرت في معنوياته كأحد قيدومي البروفيسورات بإقليم الناظور علما أن لا يد له في كل ما جرى للتقنية المتوفاة التي توفيت جراء جلطة دماغية كما هو مثبوت في الملف الطبي والفحص بجهاز سكانير, ولم تخضع لأية عملية جراحية مطلقا كما يدعي زوجها... نقول قولنا هذا إنصافا للحقيقة وليس محاباة لأي كان...