خلافا لما هو عليه الأمر في عدد من الجماعات المحلية بالإقليم وعلى رأسها المجلس البلدي للناظور ، حيث اللامبالاة هي السائدة في العلاقة بين المجتمع المدني والقائمين على شؤون المجلس ، يأتينا النموذج الإيجابي من جماعة بني شيكر التي عقد مجلسها دورة فبراير لهذه السنة قبل عشرة أيام ، وتميزت بحضور وازن لمختلف الفعاليات الجمعوية النشيطة بالمنطقة ، لممثلي الإعلام ولجميع أعضاء المجلس الذين كانت مداخلاتهم ونقاشاتهم جد إيجابية وتترجم مدى الاهتمام الذي يوليه المجلس لقضايا الساكنة.
وخلال نظرة عابرة على النقط التي جاء بها جدول أعمال هذه الدورة ، سيتضح للخاص والعام نوعية القضايا التي يناقشها المجلس بروح من المسؤولية ..هناك ملتمس تقرر توجيهه لوزارة الثقافة من أجل العمل على إعادة تخصيص قلعة "ثازوضا" ضمن تراب جماعة بني شيكر، وهذا كان ولا يزال مطلب ملح من لدن العديد من الجمعويين بالمنطقة ..وملتمس آخر تمت الموافقة على رفعه إلى المندوبية الإقليمية للمياه والغابات يسعى إلى عدم إدراج أراضي الخواص في العمليات العقارية المتعلقة بالملك الغابوي، ويأتي هذا الملتمس تماشيا مع نداءات المواطنين لرفع الأضرار عنهم ....ودرس المجلس التأثيرات على البيئة لمشروع ميناء الغرب المتوسطي ...وخلال الدورة كذلك تمت دراسة ومناقشة اتفاقية شراكة تجمع مجلس جماعة بني شيكر مع فرع جمعية معهد الإمام مالك لتحفيظ القرآن الكريم والعلوم الشرعية..وأخرى مع جمعية أنوار عبدونة بني شيكر ..وثالثة مع جمعية اطرارة للتنمية البشرية والأخيرة مع جمعية أسرة بلا حدود...ولا شك أن هذه الاتفاقيات المبرمة مع فعاليات جمعوية نشيطة ، ستعطي المزيد من الإشعاع لهذه الجماعة التي وفرت قبل أيام حافلة من الطراز الرفيع لفائدة طلبة وتلاميذة بني شيكر...
هذا هو العمل الذي ينتظره المواطنون من الجماعات المحلية التي منحوها ثقتهم، وليس الهجوم على المناطق الخضراء والبحث عن كل الأساليب التي تخدم مصالح ضيقة للبعض على حساب الساكنة لتبقى هذه الأخيرة هي الخاسر الأكبر.
من الأعماق أصفق للمستوى من النضج والمسؤولية التي يعمل بها مجلس جماعة بني شيكر، وتجاوبه النموذجي مع المجتمع المدني ومطالب وطموحات ساكنة بني شيكر.