لا نعتقد بأن باشا باشوية الناظور الذي تسلح بحماسه وديناميكيته لخوض معركة تحرير ساحات وشوارع وطرق وأرصفة المدينة من الاحتلال الغير المشروع الذي أصبح يشكل تحديا جليا لحق المارة والراجلين في استعمال الممرات الخاصة بهم ، يجهل بأن ضمن الجوقة التي ترافقه في حملته من هو أصلا ضد هذا التحرير للملك العام ،إن لم يكن يحرض بطريقة أو بأخرى على التشويش على هذه الحملة التي أصبحت مطلب الساكنة التي عانت وتعاني الشيئ الكثير مع هذا الاحتلال الغير المشروع .
فعلى صعيد الملحقة الإدارية الأولى ، يلاحظ الجميع بشاعة هذا الاعتداء الذي يتعرض له الملك العام من طرق وشوارع وساحات وأرصفة ،والسيد القائد يتفرج ويضحك ويعبر عن كامل ارتياحه لهذه الوضعية المؤلمة التي تعرفها وسط المدينة.
ولسنا أغبياء بالدرجة التي قد يتصورها القايد الحجامي، وهو يضحك على ساكنة المدينة التي تعرف جيدا وبلا شك دوافع " تمييكة " القايد على الفوضى التي تعرفها منطقة نفوذ الملحقة الإدارية الأولى ، كما تعرف جيدا بأن مصطلحات " الجمالية " و " الرونق " و " التنظيم " هي مصطلحات فقط للاستهلاك لا شيئ ، والسبب واضح وضوح الشمس ، فالسيد القايد يهمه راتبه الشهري الذي يتقاضاه من خزينة الدولة ، تهمه تلك السيارة المخزنية التي يستغلها بوقود مؤدى من طرف المال العام ، وينتظر حلول موسم الانتقالات لينتقل إلى وجهة أخرى ، وبالتالي لا حاجة في أن يقحم نفسه في أية حملة ترمي إلى الحفاظ على جمالية مدينة الناظور ورونقها ونظافتها ...
بمثل هذه النماذج الانتهازية لا يمكن للسيد الباشا ولا لغيره في أن ينجح في أية حملة أو عمل يسعى لخدمة الصالح العام ، إذ لا بد من توفر الإرادة الحقيقية عند الجميع بدل تبادل الإشارات و"الغمزات " للتشويش على عمل شريف يرى فيه المواطنون أنه يشكل فرصة مهمة ومواتية لتحرير الملك العمومي الذي تام احتلاله بدون وجه حق.
وعلينا كمواطنين أن نتصدى للعناصر الانتهازية التي تستفيد من هذا الاحتلال بواسطة " الأتاوات " وهذا موضوع آخر سنعود إليه لاحقا.