.كوم - عبد المنعم شوقي - التصوير للزميل : أحمد خالدي. تخليدا للذكرى 59 لانطلاق عمليات جيش التحرير بشمال المملكة ، وفي ظل أجواء من التعبئة الشاملة والاعتزاز بالانتماء الوطني، نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بتنسيق مع عمالة إقليمالناظور مهرجانا خطابيا صبيحة يومه السبت 4 أكتوبر ترأسه الدكتور مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحريرإلى جانب السيد محمد جواد الكاتب العام لعمالة الناظور وبحضورممثل المجلس الإقليمي للناظوروممثل المجلس العلمي المحلي و رئيس الحامية العسكرية ورئيس المنطقة الأمنية للناظور وقائد الدرك الملكي بالإقليم والقائد الإقليمي للقوات المساعدة والقائد الإقليمي للوقاية المدنية والمدير الإقليمي للجمارك ورؤساء المصالح الخارجية وممثلي الهيئات السياسية والنقابية وفعاليات المجتمع المدني وممثلي وسائل الإعلام وعدد كبير من قدماء المقاومين وأاعضاء جيش التحرير وأقاربهم. المهرجان استهل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم ، وبعدها تناول الكلمة السيد ممثل المجلس الإقليمي للناظورالذي رحب بالسيد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، منوها بالمجهودات التي تبذلها المندوبية السامية لصالح قدماء المقاومين وأاعضاء جيش التحرير وعائلاتهم .
وتوقف السيد ممثل المجلس الإاقليمي عند الدور الذي لعبته الناظور في دعم وتمويل عمليات أعضاء المقاومة وجيش التحرير ، كما استحضر بعض محطات المقاومة التي شهدتها المنطقة ومن أبرزها تلك التي قادها كل من الشريف محمد امزيان ومحمد بن عبد الكريم الخطابي .
وفي ختام كلمته ، جدد المجلس الإقليمي آيات الولاء والإخلاص لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ، داعيا بالرحمة لشهداء الوطن وفي مقدمتهم أب الأمة جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه ومحرر الصحراء جلالة الملك الحسن الثاني قدس الله روحه.
وباسم أسرة المقاومة وجيش التحرير بإقليميالناظور ، ألقى السيد بوزلماط كلمة ثمن فيها مجهودات المندوبية السامية للمقاومة من أجل التعريف بالتاريخ المشرق الوضاء للكفاح الوطني ، مبرزا الأهمية التاريخية لهذين الإقليمين اللذين شكلا على الدوام قاعدة خلفية لتزويد المقاومين بالأسلحة للدفاع عن الوطن.
الأستاذ محمد بيجو وعن الجمعية الإقليمية لأبناء قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بإقليمالناظور وبعد أان رحب بالسيد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير والوفد المرافق له ، تحدث عن ما قدمه سكان المنطقة لفرق المقاومة التي خاضت معارك بطولية كرد فعل على العمل الإجرامي الذي أقدم عليه المستعمر الغاشم بإقدامه على نفي جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه ورفيقه في الكفاح والمنفى جلالة المغفور له الحسن الثاني قدس الله روحه .وهو ما اعتبره المغاربة استفزازا خطيرا لشعورهم الوطني .
وأكد الأستاذ محمد بيجو بأن استحضار الذكرى 59 لانطلاق عمليات جيش التحرير بشمال المغرب هو اعتزاز بما تكتنزه الذكرى من معاني الوفاء والتلاحم القائمين بين العرش والشعب في مرحلة التحرير والوحدة وإبراز جزء من تاريخ كفاح أبناء الناظور واستذكار للتضحيات الجسام التي قدمها المقاومون وأعضاء جيش التحرير في سبيل عزة وكرامة بلدهم .
وفي ختام كلمته دعا الأستاذ محمد بيجو أبناء القاومين وأعضاء جيش التحرير إلى الانخراط والتكتل في مختلف التعاونيات .
وتناول الكلمة بهذه المناسبة السيد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير الدكتور مصطفى الكثيري الذي حيى الحضور وهنأهم بتهنئتين ، تهنئة عيد الأضحى السعيد ، وتهنئة على الحضور الوازن والمتميز والنوعي من مختلف الأعمار لحضور تخليد الذكرى 59 لانطلاق عمليات جيش التحرير بشمال المملكة رغم أن هذا اليوم - يقول المندوب السامي - هو يوم خاص ونحن على مشارف عيد الأضحى وهذا يؤكد ويبرهن بأن سكان الناظور دائما على العهد وفي التزام ووفاء لهذه الذكرى التي نخلدها كل سنة. وأكد الدكتور مصطفى الكثيري بأن هذا الحضور وهذا الالتزام وهذا الوفاء وهذا البرور بالذاكرة التاريخية هو مظهر من مظاهر الاعتزاز لساكنة الناظور .
وتخليد الذكرى ابتدأت فعالياتها بإقليم بولمان ، ثم قبل الأمس يوم الخميس كنا لنا موعد مع إحياء هذه الذكرى بإقليمتازة بمثلث الموت ، ثم بالأمس القريب كنا على موعد مع إحياء الذكرى بإقليمالحسيمة ، وكانت مناسبة – يضيف المندوب السامي للمقامة – أحيينا فيها مع تلاميذة إحدى الإعداديات هذه الذكرى وهي تحمل اسم أحد المقاومين، والأمر يتعلق بعبد السلام الحاج امحمد ، وهذا يدخل في إطار ثقافة الاعتراف بالجميل لمن هم أحق وأجدر بالاعتراف بهم.
واليوم – يؤكد الدكتور الكثيري – موعدنا معكم بالناظور لإحياء هذه الذكرى وتكون مناسبة لنتوقف فيها وقفة تدبر واستخلاص الدروس والدلالات التي تحملها هذه الذكرى المجيدة ، موضحا بأن الناظوركانت دائما في الصفوف الأمامية لمواجهة الغزو الأجنبي والتحرشات التي كانت تقوم بها القوات الأجنبية على بلادنا ، وذكر بالملاحم البطولية التي خاضها وقادها الشريف محمد امزيان بين 1909 و 1912 بالإضافة إلى معركة أنوال الخالدة التي قادها محمد عبد الكريم الخطابي ببسالة، مشيرا إلى أن هذه المعارك التي خاضها أبطال المقاومة أصبحت مرجعية في العديد من الكليات العسكرية بأوروبا والفيتنام ، حيث يتم الاقتداء بتلك النضالات التي خاضها المجاهدون المغاربة .
الدكتور مصطفى الكثيري توقف في كلمته عند كتاب " الذاكرة التاريخية المشتركة المغربية الروسية " الذي صدر بعد كتاب " الذاكرة التاريخية المشتركة المغربية الفرنسية " . وأكد المندوب السامي بأن ما نتحدث عنه اليوم هو جزء من التاريخ ، ومن التاريخ القريب ، نعرف جيدا ما قام به أبناء هذا الإقليم من تضحيات لمواجهة المستعمر الذي قسم هذا الوطن إلى مناطق نفوذ من أجل بسط نفوذه على الوطن ، إلا أن الحماية لم تجد راحتها ، بل ووجهت بمقاومة شرسة من الوطنيين المغاربة ، والمغاربة لم ينحنوا أبدا رؤوسهم للمستعمر .
وتطرق السيد المندوب السامي إلى مرحلة ظهور الحركة الوطنية حينما صدر ما يسمى بالظهير البربري ، وكان للحركة امتداد وحضور في مختلف أنحاء البلد ، وتوالت الأحداث وتسارعت إلى أن زف جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه إلى شعبه الوفي بشرى بزوغ فجر الحرية والاستقلال وتوحيد شمال المملكة وجنوبها.
وتحدث الدكتور الكثيري عن الدور الطلائعي الذي قام به أبناء الناظور وهي المدينة التي كانت تحتضن قيادة جيش التحرير وقيادة الثورة الجزائرية التي كان مقرها بأزغنغان، والعائلات الناظورية استقبلت واحتضنت العديد من المجاهدين الجزائريين .
وأكد المندوب السامي بأن التاريخ هو بالنسبة للمغاربة مكون أساسي من هويتنا ، فما أحوج شبابنا وناشئتنا – يضيف الدكتور الكثيري - إلى الاقتداء بقيم السلف ، من أجل كسب الرهانات والتحديات التي تواجهنا.في وقت أصبح فيه العالم يتخبط وسط تيارات هدامة ، والمغرب له مكانة جعلته يشكل في المنطقة حالة خاصة.
وأكد أيضا بأن التفريط في القيم ، هي التي جعلت بلدانا تعيش حالة من الفوضى وعدم الاستقرار.
وبمناسبة تخليد الذكرى 59 لانطلاق عمليات جيش التحرير بشمال المملكة ، أخبر الدكتور مصطفى الكثيري الحضور بانكباب المندوبية السامية وبتعاون وتنسيق محكمين مع عمالة إقليمالناظور وشركاء آخرين ، على إقامة ثلاث فضاءات تربوية تثقيفية للمقاومة وجيش التحرير في كل من بني انصار ، أزغنغان والناظور ، واستشهد المندوب السامي بالروح الوطنية العالية لأبناء المنطقة حيث يقوم حاليا مواطن مغربي من أفراد الجالية المقيمة بالعاصمة البلجيكية- بروكسيل- بالأشغال الكبرى لبناء فضاء تربوي وتثقيفي للمقامة بميضار وعلى قطعة أرضية أهداها للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ، وهذا دليل على الروح الوطنية العالية التي يتشبع بها أبناء الريف.
وقال الدكتور مصطفى الكثيري بأن ما جاء في كلمته بهذه المناسبة تبقى إشارات يريد تبليغها من أجل مواصلة الاحتفال بهذه الذكريات التاريخية ، وهنا توقف لمقولة تاريخية لجلالة المغفور له الحسن الثاني قدس الله روحه حيث قال رحمة الله عليه "تاريخنا من أعز ممتلكاتنا ".
وأحاط السيد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير الحضور الكريم بعدد المكرمين من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير منذ سنة 2001 إلى غاية هذه السنة حيث وصل عددهم إلى 5 آلاف مكرم منهم 147 ينتمون لإقليمالناظور ، وهذا يشكل عربون وفاء واعتراف بمناقبهم الحميدة وتضحياتهم الجسام ، واليوم سيتم تكريم سبعة منهم ثلاثة متوفون رحمة الله عليهم وأربعة لازالوا على قيد الحياة أطال الله أعمارهم والأمر يتعلق بالسادة :
وفي ختام هذا المهرجان الخطابي الناجح ، أكد السيد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير الدكتور مصطفى الكثيري ، بأنه لا يمكن له أن تفوته هذه المناسبة الغالية دون أن يستحضر قضية الوحدة الترابية وتثبيت المكاسب الوطنية ونحن نعيش أجواء التعبئة لمواجهة خصوم وحدتنا الترابية والمتربصين بها ، موضحا بأن الأمن والاستقرا ر أصبح عملة نادرة في العالم .
وترحم السيد المندوب السامي على كل شهداء الوطن وفي مقدمتهم الملكين المصلحين الراحلين جلالة المغفور له محمد الخامس قدس الله روحه وجلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه ، داعيا المولى جلت قدرته بأن يحفظ عاهل البلاد جلالة الملك محمد السادس بما حفظ به الذكر الحكيم وأن يقر عين جلالته بولي العهد الأمير الجليل المولى الحسن ويشد أزره بشقيقه الأسعد المولى رشيد وسائر أفراد الأسرة الملكية الكريمة.
بعد حفل تكريم صفوة من المقاومين وأعضاء جيش التحرير ، تليت برقية الولاء والإخلاص المرفوعة إلى السدة العالية بالله والتي تلاها السيد النائب الإقليمي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالناظور السيد سعيد طبازة ، ثم تلى ذلك قراءة الفاتحة ترحما على الشهداء.