قام وفد عن المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير والهيئات التمثيلية من المجالس الإقليمية للمقاومة برئاسة المندوب السامي للمقاومة مصطفى الكثيري، أمس الثلاثاء، بزيارة لضريح جلالة المغفور له محمد الخامس وذلك بمناسبة تخليد الذكرى67 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال. وبعد قراءة الفاتحة والترحم على روح الفقيدين جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني طيب الله ثراهما ، وقع السيدان مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وسعيد بونعيلات رئيس المجلس الوطني المؤقت للمقاومة وأعضاء جيش التحرير على الدفتر الذهبي للضريح باسم أسرة المقاومة. وأوضح المندوب السامي للقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أن تخليد ذكرى11 يناير1944 يعتبر وقفة ترحم واستحضار لأرواح شهداء وشرفاء الوطن وفي طليعتهم أبو الأمة وبطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس ورفيقه في الكفاح جلالة المغفور له الحسن الثاني ، كما أنها مناسبة للتأمل والتدبر واستلهام ما تطفح به المناسبة من معان وقيم سامية ومثل عليا ومكارم الأخلاق التي تجلت في الرعيل الأول من المناضلين والمكافحين. وأضاف الكثيري أن هذا الحدث التاريخي في ذكراه ال67 شكل حدا فاصلا بين عهدين، عهد المطالبة بالإصلاحات لسلطات الإقامة والحماية وبين عهد الجهر بالمطالبة بالاستقلال والحرية والسيادة الوطنية، مبرزا أن هذه المحطة التاريخية تعتبر حاسمة ووازنة ومتميزة لمسيرة الكفاح الوطني الطويل التي خاضها الشعب المغربي في التحام وثيق مع العرش.مشيرا إلى أن الغاية من تخليد هذه الذكرى أيضا هي إشاعة رصيد الوطنية الحقة والمواطنة الإيجابية والتضحية لتغترف أجيال اليوم من ينابيعها وتنهل منها وتقوي روح الوطنية والاعتزاز بالانتماء الوطني. كما نظمت النيابة الإقليمية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير لفجيج ببوعرفة، يوم الاثنين، مهرجانا خطابيا استعرضت من خلاله دلالات ومعاني الذكرى ال67 لتقديم وثيقة الاستقلال. وأبرز المتدخلون خلال المهرجان الخطابي الدور المحوري الذي اضطلع به جلالة المغفور له محمد الخامس في مسار معركة التحرير والوحدة «بفضل نظرته السديدة وإلمامه الواسع بأصول التوجيه والتأطير، مما خول إنضاج الشروط الموضوعية لبلورة وثيقة المطالبة بالاستقلال وتوفير أسباب نجاحها «. كما استحضروا التضحيات الجسام والخدمات الجليلة التي قدمتها كافة فئات وشرائح الشعب المغربي من أجل عزة الوطن وكرامته، وملحمة الاستقلال الخالدة التي تواصلت باستكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة الترابية بقيادة مبدع المسيرة الخضراء المظفرة جلالة المغفور له الحسن الثاني. وأضافوا أن هذه المسيرة تستمر في عهد جلالة الملك محمد السادس من أجل إرساء دعائم المجتمع الديمقراطي الحداثي وتأهيل البلاد لمواجهة تحديات الألفية الثالثة وكسب رهانات التنمية الشاملة والمستدامة، مؤكدين أيضا استعدادهم الكامل وتعبئتهم الشاملة تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية وتثبيت السيادة الوطنية على الأقاليم الجنوبية، وكذا دعمهم اللامشروط للمبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي موسع لهذه الأقاليم. كما أدان المتدخلون بقوة ما ألحقته مليشيات خصوم الوحدة الترابية بالمناضل مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، وهو ابن مقاوم وعضو جيش التحرير، وما تعرض له لمجرد تعبيره عن رأيه والإفصاح والجهر بمساندته للمقترح المغربي بمنح حكم ذاتي موسع للأقاليم الجنوبية المسترجعة في ظل السيادة الوطنية المغربية. واستنكروا بشدة الأحداث الأليمة وأعمال الشغب والعنف التي شهدتها مدينة العيون مؤخرا والتي أشعلت فتيلها شرذمة من المحسوبين على دعاة الانفصال الذين استغلوا مطالب اجتماعية للسكان للدخول في مواجهات مع القوات العمومية، وتخريب المنشآت بإيعاز من المخابرات الجزائرية ومن يدور في فلكها.