أخبار الناظور.كوم :بقلم :عبد المنعم شوقي يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه:"إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير" صدق الله العظيم. الصدمة كانت كبيرة ..وأدمعي سالت وانا أتوصل بالخبر الفاجعة ...خبر رحيل جار عزيز أخذه الموت وهو في عمر لا يتعدى العشرين سنة ...الشاب محمد الكردي ابن الدائرة الخامسة بالناظور. لم يكن في الحسبان أن سنة 2013 ستكون بهذه القسوة ..غربة موجعة تتسبب بفقدان الراحل الشاب اليافع محمد الكردي الذي اختار عن قناعة أن يبني مستقبله بيده معتمدا على الخالق سبحانه وتعالى فقط ..فانطلق في رحلة الغربة نحو الضفة الأخرى وعندما وقف على قدميه وبدأ ينطلق في سلم النجاح لم يمهله الموت فزادني هذا الأمر حزنا على حزن..لكن قضاء الله كان له أمر آخر ..جاء الليل بظلامه الأسود ..وطرق الموت الباب ...إيذانا لساعة المنية ...انطفأت الأضواء حزينة وانطلقت صرخات البكاء. قلوبنا ما تزال تنزف كل ما سمعنا برحيل صديق أو وفاة قريب ،كم يؤلمنا ويثقل على قلوبنا رحيل الأحبة لأن الحياة لا يصبح لها طعم بدونهم،وسط صمت رهيب أبلغ من الكلام وبين الآهات وحرقة الجروح كانت لحظة رحيلك أيها الجار الوفي وكانت لحظة الفراق وما أصعب الفراق وما أصعب لحظات الوداع. أخي وجاري محمد :وقع نبأ رحيلك المفاجئ علي وعلى كل الجيران وعلى والديك وإخوانك وأخواتك وأعمامك وكل العائلة التي تربيت بين أحضانها ،كان شديدا ومؤلما لما كان لك من مكانة مرموقة في نفوسهم بل وحتى رفاقك ومعاشريك في المهجر أثرت عليهم اخلاقياتك الراقية وتواضعك وإخلاصك مما جعل لك مكانة عزيزة محفورة في القلوب والذاكرة . أخي وجاري وابن الصديق عبد الحفيظ الكردي...الموت لم يغيبك عنا جميعا ، لأنك ستبقى حيا وذكراك لا يمحوها الزمن ...فارقتنا وأنت صغيرا في السن ولكن كنت كبيرا في حنانك وشفافية قلبك وأحاسيسك ملؤها التضحية والإيثار ودماثة الخلق . خطفك الموت أيها الجار الكريم مثلما خطف منا أعز الناس إلى قلوبنا ووجداننا وضمائرنا وتساقطوا في السنوات الأخيرة واحدا تلو الآخر كتساقط أوراق الخريف في ليلة ليلاء... انتظرت مثلما انتظرت عائلتك الكريمة وأصدقاءك وصول نعشك قادما من ديار الغربة وحملك الجميع على أكتافهم وأمام المصلين بمسجد محمد الخامس بالمدينة أسجاك الجميع...منا جميعا دعاء ..وصلاة..ثم دفناك تحت الثرى وفي محفل رهيب وودعناك إلى الحي الذي لا يموت وبكى الجميع.. فاللهم أنزل هذا الفقيد العزيز منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. اللهم إن رحمتك وسعت كل شيء فارحمه رحمة تطمئن بها نفسه وتقر به عينه. اللهم املأ قبره بالرضا والنور والفسحة والسرور وأسكنه فسيح الجنان.. ولوالدك أيها الفقيد العزيز ولوالدتك ولأعمامك وإخوانك وأخواتك وكل أفراد العائلة الكريمة أقول ، إنني أشاطركم أحزانكم راجيا الله جلت قدرته أن يعطيكم الصبر والسلوان وأن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة .. إنا معزوك لا أنا على أمل....على البقاء ولكن سنة الدين فما المعزي بباق بعد ميته....ولا المعزى وان عاشا إلى حين