قبل 36 سنة وبالضبط في شهر مارس من سنة ،1981 وحينها كنت أشتغل كأستاذ بإعدادية حمان الفطواكي بمدينة الناظور ، حضرت لقاء وسمعت خلاله عن قرب الشروع في بناء "مركب رياضي للناظور" ، وقبل حوالي سنتين ونصف خرج رئيس المجلس الإقليمي بتصريح لبعض الزملاء الذين عملوا على إدراجه في مواقعهم الإخبارية عن حسن نية أولا ، وفرحتهم بالشروع في أشغال بناء "مركب رياضي بالناظور"، بعد أقل من ستة أشهر- هكذا قال رئيس المجلس الإقليمي -. فلا ما سمعته سنة 1981 تحقق وخرج إلى حيز الوجود ، ولا ما صرح به رئيس المجلس الإقليمي نفذ هو الآخر ،وفي الأسبوع المنصرم حضرت أشغال الدورة الاستثنائية للمجلس الإقليمي للتداول في نقطتين، إحداها تتعلق بمستشفى علاج السرطان ، والأخرى ب"مآل المركب الرياضي للناظور" كما ورد في جدول الأعمال الموزع على الحضور،علما بأن كلمة "مآل " تعني هنا بأن الأشغال فعلا قد انطلقت والمجلس يريد معرفة المراحل التي قطعتها هذه الأشغال،ويالها من مسرحية هزيلة ، وحملة دعائية رخيصة تستهزئ بعقول ساكنة الناظور من طرف من دعا إلى عقد هذه الدورة رغم أنه يعرف مسبقا بأن لا شيء في الأفق قد يتحقق… من حسن حظنا كمتتبعين ، أننا شاهدنا في القاعة تلك المرأة الفاعلة الجمعوية التي أصبحت تتقلد مسؤولية المديرية الجهوية لوزارة الشباب والرياضة بالجهة الشرقية، هي من ستجيب وستقدم عرضا حول المجال الرياضي بالإقليم ،وليس المدير الإقليمي للوزارة بالناظور – الذي كان سيحذو حذو زميله في القطاع الصحي حينما أعلن "بوجهو صحيح " بأن المستشفى الإقليمي للناظور سيشرع قريبا في استقبال مرضى السرطان – ، والحال أن "الدواء الأحمر " يكاد أن يكون مفقودا في هذا المستشفى وما بالك بعلاج السرطان ، ومع ذلك تم التصفيق له وارتاح"السادة المنتخبون " لما جاء في "عرضه القيم "وهو يعرفون جيدا معاناة الساكنة وخاصة المرضى مع خدمات هذا المستشفى الإقليمي بسبب النقص المهول في الموارد البشرية ، وقد أشرت لهذا الموضوع الذي يهم صحة المواطن والعبث بها لأكثر من مرة ولازالت دار لقمان على حالها. ولأن السيدة المديرة الجهوية لوزارة الشباب والرياضة لم يعلم لها والديها الكريمين ولا رفيق حياتها أخونا الدكتور محمد الشامي أسلوب الكذب والنفاق ، ولكونها تستحضر دائما توجيهات الرياضي ألأول صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله في التعامل مع الشباب ومع الرياضيين بكل صدق وصراحة وجدية ، وعاشت أجواء المناظرة الوطنية للرياضة والمتميزة بتلك الرسالة الملكية السامية لجلالة الملك التي شخص فيها وضعية الرياضة ببلادنا بجرأة كبيرة ،ولأن الخطاب الملكي السامي الذي ألقاه جلالة الملك في افتتاح السنة التشريعية الأولى لمجلس النواب الجديد لازال حديث الخاص والعام والذي كشف فيه جلالته عن التعامل السلبي للإدارة مع المواطنين ، فأكيد أن ابنة وزارة الشباب والرياضة الدكتورة صباح الطيبي لن يسمح لها ضميرها ولا أخلاقها أن تنحرف عن هذا المسار ، وبالتالي أرادت أن تكون صادقة مع نفسها أولا ، ومسؤولة أخلاقيا عن كل ما ستصرح به وهي تشارك هذا المجلس الإقليمي "دورته الاستثنائية " المغلفة – في نظري المتواضع – بغلاف دعائي سياسي محض . هذه المسؤولة الجهوية المشكورة على حضورها الشخصي بدلا من ممثلها بالناظور الذي أبان عن تملقه في أكثر من مناسبة ، يوزع الوعود الكاذبة يمنة وشمالا دون أن يتحقق منها ولو شيء بسيط ،حينما أعطيت لها الكلمة – ونحن كنا شهود عيان – ، قالت الحقيقة التي يعرفها الناظوريون جيدا ، وهي أنه ليس هناك أية وثيقة موثقة تحمل التزامات الشركاء المفترض أنهم سيساهمون في تشييد الملعب الرياضي الكبير للناظور ، ولا اتفاقية كذلك موقعة تحمل أسماء وصفات الجهات المساهمة ،هناك وعود شفوية سمعناها منذ سنة 1981 أي قبل 36 سنة من اليوم ، وعبرت الدكتورة صباح الطيبي عن كامل استعدادها للانخراط في أي عمل جدي يوثق لتحقيق هذا الطموح الذي يطمح إليه الرياضيون بالناظور وعموم الساكنة . هذا الكلام أكيد أنه لن يعجب " المهرجين الموسميين "، وسيعتبره "منتخبون فاشلون " إهانة لهم ، لأنهم لم يتعودوا على سماع مثل هذا الكلام الصريح من رؤساء مصالح يسايرون فقط أطروحاتهم ودعاياتهم . كنت أريد أن أسمع توضيحات أكثر من السيدة المديرة الجهوية لوزارة الشباب والرياضة بالجهة الشرقية ، غير أن هاتفها مع الأسف ظل خارج التغطية ، فعدت إلى ما جاء على لسان السيد رئيس الجهة الشرقية وهو يحل بالناظور قبل يومين وسمعت منه كلاما – مع الأسف – لا ينطبق مع الواقع ، ولا يتماشى مع القانون الذي كان عليه أن يكون على دراية به قبل أن يدلي بأي تصريح صحفي . السيد رئيس الجهة قال "بأن الحملة لا يجب أن تقام ضده كرئيس للجهة ، بل على المديرة الجهوية لوزارة الشباب والرياضة التي تتحمل مسؤولية التوزيع ". فبالإضافة إلى التحريض ضد المديرة الجهوية ، قدم معلومات مغلوطة أتمنى أن لا يكون السيد الرئيس قد تعمد ذلك ، لأن القانون حسب علمي المتواضع وقد يتفق معي كل المهتمين بالمجال التدبيري للقطاعات الحكومية ، لا يخول لهذه المسؤولة الجهوية حق التوزيع إلا في السنة القادمة ، على اعتبار أن تعيينها لم تمر عنه سوى أربعة أشهر ولا أعتقد أن هناك من سيسمح لها بالقيام بأي توزيع خلافا لما جاء في تصريحات رئيس الجهة ، وهذا التوزيع عادة ما يكون وفق متطلبات الأقاليم وحاجياتها. ما أريد باختصار شديد أن أصل إليه ، هو أنه يمكن لي الجزم بأن وزارة الشباب والرياضة ببلادنا لا خوف عليها إذا كانت تتوفر على أطر وكفاءات في مستوى مديرتها الجهوية بوجدة ، تتكلم بصدق ، لا تعرف أي طريق للنفاق والكذب ودغدغة العواطف ، ولا يهم كيف سيكون رد فعل "منتخبين انتهازيين فاشلين "تتضاعف شكاوي المواطنين المغاربة ضدهم يوما عن يوم ، ولأنها كانت صريحة مع نفسها ومع ساكنة الإقليم ومع مجتمعها المدني ، فقد تقرر تكريم وزارة الشباب والرياضة في شخص مسؤولتها الجهوية بوجدة ، من طرف تنسيقية فعاليات المجتمع المدني بشمال المغرب خلال تخليد اليوم الوطني للمجتمع المدني الذي خص له جلالة الملك محمد السادس نصره الله يوم 13 مارس من كل سنة، ولي عودة للموضوع.