"الأمر العظيم يبدأ عظيما " وأمر جمعية "لمسة شفاء لمحاربة داء السرطان بالجهة الشرقية " بدأ عظيما ،عظيما من حيث نبل الأهداف ومنهجية العمل ،عظيما من حيث صدق الإرادة وقوة العزيمة ، عظيما من حيث شموخ الطموح ورفعة التحدي . عظيما من حيث شفافية الممارسة وجودة الحكامة. وقبل هذا وبعده. عظيما من حيث اعتماد "جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان" النموذج الفاعل في الجهة. 10 فبراير 2007 قررت صباح طيبي ان تكون امرأة فاعلة وفعالة في المجتمع .وتساهم في تنمية الجهة الشرقية. فراهنت على صحة الإنسان وكان ميلاد جمعية لمسة شفاء . مسار تعليمي طويل توج بنيل شهادة الدكتورة في الأداب ، تكوين ثقافي غني متح من مصادر متشعبة، إسهامات فكرية وانتاجات تربوية ،مشاركة في محاضرات وندوات علمية،نائبة إقليمية لوزارة الشباب والرياضة ببركان ،فاعلة جمعوية بامتياز ،تشتغل في صمت وبنجاعة ،في هدوء وبفاعلية... تلك هي بعض المؤهلات التي تؤثث شخصية الرئيسة والتي قادت الجمعية إلي انجازات مهمة ومعبرة ،تنظيم أنشطة ضخمة ومتنوعة ... وهكذا تم تحطيم أسطورة قلة الإمكانيات وانعدام شروط الاشتغال برفعة الغايات وسمو النوايا ... منذ التأسيس كان الدافع إنسانيا، وهو الدافع الذي سيشم المسار... للنتظر ! انهيار الطابو "المرض الشين " المرض اللي ما يتسماش" ،"توش لوبوا"... كلمة سرطان لا تقتل،صرخت صباح ،فالكلمة غير المرض ،باعتبار ان العلاقة بين الدال والمدلول اعتباطية ،من هنا قررت ،وهي الخبيرة في اللسانيات .أن تكسر الصمت، تحطم المألوف و تثور علي سلطان العادة الطاغي ،تدمر الطابو بإشاعة وعي صحي ،تحرر الناس من أصنام الفكر الخرافي والمستبقات الاجتماعية .لهذا عزمت علي المبادرة رفقة أطر نسائية طموحة إلي تأسيس جمعية لمسة شفاء لمقاومة داء السرطان وأساسا لمقاومة كل ما من شأنه أن يسبب في تخريب صحة المواطنين، من خلال الحث علي إجراء الكشف المبكر ،العمل علي إعادة الثقة في النفس وفي المحيط ،التصالح مع المصابين بداء السرطان والمساهمة بالتخفيف عنهم معنويا، مشاركة المرضى آلامهم والعمل علي إخراجهم من الوضعية النفسية الرهيبة التي يقاسونها بمرارة، نشر ثقافة صحية عالية وسلوكات إنسانية نبيلة في محيط المريض. فالاقتراب الجسدي والوجداني من المريض لا يؤذي أحدا .إن السرطان مرض غير معدي . الحضور في الميدان تعمل جمعية لمسة شفاء جادة علي تجسيد أهدافها في الميدان متحدية قلة الإمكانيات وصعوبة الانجاز ،متسلحة بقوة العزيمة ودعم الغيورين علي صحة ساكنة الجهة الشرقية .وهكذا وانسجاما مع أهدافها نظمت الجمعية أنشطة متنوعة وهادفة .ففي 17 مارس 2007 وتخليدا للذكرى الرابعة للخطاب الملكي التاريخي بوجدة يوم 18 مارس 2003،نظمت لمسة شفاء يوما تحسيسيا في موضوع محاربة سرطان الثدي وعنق الرحم باعتبارهما الأكثر شيوعا في الجهة الشرقية ،يوما نشطه أطباء اختصاصيون في أمراض السرطان بهدف تحسيس ساكنة الجهة وتوعيتها بإجراء الفحوصات الأولية لتفادي هذا المرض بأسلوب مبسط لكنه مؤسس علميا.وقد استقطب هذا اليوم حضورا مهما ،كما وكيفا ، كما عرف انخراطا دالا للعنصر النسوي وفعاليات من المجتمع المدني . وبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين، في 30 ماي 2007 ،نظمت الجمعية مسيرة للتحسيس بخطورة التدخين والوقاية من سرطان الرئة،وكانت مشاركة التلميذات والتلاميذ متميزة ،مشاركة ذات مغزى عميق، مايزيد عن 3 آلاف تلميذ وتلميذة ،خصوصا ونحن نعرف أن تلامذتنا أصبحوا مستهدفين من طرف تجار الموت ومن طرف أولئك الذين يرمون تخريب أبناء الوطن من خلال زرع القرقوبي في مؤسساتنا التعليمة .وكانت هذه التظاهرة مناسبة ليغرد جيل المستقبل (لا للتدخين ،نعم للحياة) وصلت الرسالة ! انطلقت المسيرة من حديقة للاعائشة ،ولنقطة الانطلاق هذه أكثر من دلالة ،لتصل إلى محطة القطار ،قطار الحياة والمستقبل ،قطار البناء والتنمية ،مغرب حداثي وديمقراطي يبنيه إنسان سليم وجميل . ولتعميق الوعي بآفة التدخين وبخطورته المدمرة لصحة الإنسان نظمت الجمعية بتعاون مع المديرية الجهوية للصحة ندوة علمية بأبعاد تربوية، شارك فيها أخصائيون في سرطان الرئة. و تحت شعار "شمس الصيف و سرطان الجلد، الوقاية خير من العلاج" انطلقت يوم 19 يوليوز من مسابح وجدة، القافلة التي نظمتها جمعية لمسة شفاء بتعاون مع مديرية وزارة الصحة بالجهة الشرقية، في دورتها الأولى مستهدفة جميع الفئات و الأعمار. إنها قافلة من أجل تحسيس ساكنة الجهة الشرقية بخطورة أشعة الشمس ما فوق البنفسجية، و توعيتهم بفعالية و نجاعة الاكتشاف و العلاج السريع. قافلة، دامت قرابة شهرين، قادتها أطر الجمعية و فعاليات مدنية. انطلقت من مسابح مدينة وجدة إلى شاطئ قرية أركمان ماسحة شاطئ السعيدية. من 10 يناير إلى 20 يناير 2008 نظمت الجمعية أسبوعا تحسيسيا بأهمية التشخيص المبكر للوقاية من داء السرطان من خلال توزيع مجموعة من المطويات و المطابع تروم إشاعة الوعي الذي من شأنه تجنب الأسباب التي تؤدي الي الإصابة بهذا الورم ،ولبلوغ الهدف تم اختيار المكان المناسب ،المركز التجاري "مرجان" باعتباره الفضاء الذي يستقبل أوسع فئات ساكنة وجدة ومحيطها. ودائما في إطار التحسيس بسرطان الثدي ،نظمت الجمعية السباق النسوي الأول علي الطريق بمدينة وجدة ،ومما زاد هذا النشاط أهمية انه كان تحت إشراف جمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان ،وهو الإشراف الذي أضاف لمسة عناية ورعاية الي لمسة شفاء .ولتجدير سمو هذا الإشراف لرفعة قيمته وجاذبيته الجماهيرية ،انطلقت يوم 22 نونبر 2008 إلى غاية 16 يناير 2009 بمدينة وجدة ،قافلة طبية للكشف المبكرضد سرطان الثدي و عنق الرحم وذلك لفائدة نساء العالم القروي للجهة الشرقية وكانت المناسبة اليوم الوطني لمحاربة داء السرطان الذي يتزامن و تأسيس جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان. انطلقت القافلة بمدينة وجدة مجهزة بآليات التشخيص المبكر و صحبة طاقم طبي و تقني مختص، لتمر ببركان، الناظور، تاوريرت، جرادة و تصل إلى فكيك أكثر من 1000 إمرأة استفادت من الكشف المجاني، ليتم تتبع كل الحالات السرطانية و معالجتها. توجت هذه القافلة في 22 نونبر 2009 بحفل تكريمي لفائدة كل من شارك في هذه القافلة . يوم 30 ماي 2009 كان الموعد مع المسيرة الثانية للتحسيس بخطورة التدخين وتسببه في سرطان الرئة ،المسيرة الناجحة عددا ونوعا ،نظمتها الجمعية تحت إشراف جمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة التدخين ،وكانت المؤسسات التعليمة لمدينة بركان هي المحطة الثانية لهذه العملية . البعد الإنساني و بالإضافة إلى هذه التظاهرات و الأنشطة التحسيسية التي تروم توعية المواطنين صحيا و ثقافيا و مواساتهم اجتماعيا و نفسيا، نظمت الجمعية حفلات ذات أبعاد إنسانية رفيعة، حفلات الهدف منها معانقة المرضى وجدانيا، معايشة آلامهم عن قرب، سبر أغوار تجربتهم النفسية التي أنهكتها آلام المرض و أضنتها هواجس الموت و دمرتها أحكام المحيط، نظمت الجمعية أنشطة ترفيهية تنشد إخراج المريض من عزلته القاتلة، سجنه المظلم وذاته الجريحة. أنشطة تنشد تحطيم الجدار الفاصل بين الأصحاء و المرضى لجعل الجميع يغني أنشودة الحياة. في هذا الإطار أقامت الجمعية في 29 أبريل 2007 بدار الشفاء مأدبة غداء لفائدة مرضى السرطان، و لمواساتهم نظمت حفلا دينيا و ترفيهيا. و بمناسبة شهر رمضان الكريم، نظمت الجمعية في 27 رمضان/10 أكتوبر 2007 بدار الشفاء بوجدة فطورا جماعيا لفائدة مرضى السرطان و ذلك لتعزيز الأخوة و الألفة بين ساكنة المنطقة و هؤلاء المرضى. و إذا كان مرض السرطان قاهرا للراشدين الكبار، فإنه أشد قهرا بالنسبة للأطفال الصغار. من هنا كان النداء الإنساني يدعو إلى التعاطف معهم و بذل الجهود للتخفيف عنهم، يدعو إلى حثهم على التشبث بالحياة من خلال تطهيرهم من كوابيس اليأس التي تسكنهم. و كان الواجب الديني يلزم الجميع بمساعدتهم ماديا و احتضانهم عاطفيا. و هكذا كانت جمعية لمسة شفاء في الموعد يوم السبت 19 يناير 2008 فنظمت بمناسبة عاشوراء – حفلا ثقافيا و ترفيهيا لفائدة الأطفال المرضى بالسرطان، في هذا الحفل تحدى الأطفال المرضى-نسوه أو تناسوه-ففجروا إبداعاتهم الفنية و أفصحوا عن قدراتهم الفكرية رغم الداء و الإعياء. رأيت الأطفال يمرحون و يلعبون، يفكرون و يجيبون، يغردون و يرقصون، رأيتهم يفرحون بالحياة و يقتلون الموت، رأيتهم يشربون العصير و يأكلون الحلوى بنكهة من يقول للسرطان: أنا لن أموت. رأيتهم يتسلمون الهدايا و اللعب بنغمة من يقول للوجود: أنا سأعيش. و رأيت أمهات الأطفال و آباء المرضى يصفقون و يشجعون، يدعون لأطفالهم بالشفاء أحيانا، و يعبرون عن شكرهم و امتنانهم لنساء جمعية لمسة شفاء أحيانا أخرى. و رأيت صباح أما لا رئيسة، أما تضم الأطفال إلى صدرها، تحضنهم و كأنها تريد النفاذ إلى أعماقهم لاقتلاع المرض الذي يغتصب طفولتهم، رأيتها كيف تما هت مع الأطفال في وحدة انطلوجية و حب صوفي. لقد كانت فرحة، أو هكذا كان يبدو للحضور، إلا أنها لم تستطع التخلص من مسحة الحزن التي كست وجهها ورقدت في عينيها. و تحكي صباح بعبارات لا تخلو من مفارقة متخنة بالألم و الأمل معا، آلام الإحساس بمعاناة الأطفال مع داء السرطان، آلام الإحساس بمعاناة ذويهم الذين أقعدهم الفقر، و أمل النجاح في الحصول على الإعانات و إيصال الرسالة إلى ذوي الاريحية ليساهموا في إنقاذ هؤلاء الأطفال، فعلاجهم يكلف غاليا، و ذلك ما عجزت عنه أسرهم. و إذا أضفنا إلى هذا كله الزيارات المستمرة التي تقوم بها الجمعية للمرضى في مراكز الاستشفاء، الاتصالات بذويهم، البحث عن الإعانات، الإبداع على مستوى التحسيس و التوعية... نقول إن الجمعية تستحق تحية تقدير و تشجيع. بهذه الأنشطة و غيرها ساهمت جمعية لمسة شفاء في التوعية و التحسيس المبكر لجميع أنواع السرطان، و في إشاعة ثقافة صحية لدى جميع الفئات من ساكنة هذه المنطقة، و في كسب التضامن مع مرضى السرطان و مشاركتهم معاناتهم و التخفيف منها، و تقديم يد العون لهم بجميع الوسائل المتاحة ماديا و معنويا، و قبل هذا و ذاك كسبت الجمعية تجاوب المواطنين و انخراطهم في الحملات التوعوية التي و لاشك ستكون لها نتائج دالة في المستقبل القريب. طموحات في مستوى الإرادة لقد كسبت جمعية لمسة شفاء معارك كثيرة في محاربتها لداء السرطان بالجهة الشرقية، لكنها لم تكسب الحرب، و هذا ما لا تدعيه رئيسة الجمعية. إن ما حققته الجمعية الفتية في زمن قصير ينبئ بآفاق واعدة، خصوصا إذا أخذنا بعين الاعتبار الإرادة الطموحة التي تحرك النساء المسئولات في مكتب الجمعية، إنهن عازمات على رفع التحدي و كسب الرهان، يشتغلن في تناغم يرفعهن عن خسة الأنانية المدمرة و الذاتية القاتلة، و في انسجام يدفعهن إلى تجاوز كل ما من شأنه أن يثبط عزيمتهن. طموحاتنا كبيرة-تقول صباح-و ما حققناه لم يرق بعد إلى نبل أهدافنا، و أملنا إحداث مركز متخصص في تزويد المرضى بالأدوية الضرورية، تأسيس فضاء للطفل يحتوي على عدة أوراش [موسيقى، أوراش، إعلاميات... ] خلق بنية معلوماتية حول داء السرطان، أملنا-تضيف صياح-إحداث مركز لدعم النفسي و المعنوي لفائدة مرضى السرطان إن جمعيتنا عازمة على محاربة هذا الداء/ الطابو و مهاجمته في الأماكن التي يعشعش فيها نتيجة الأمية الصحية و الفقر المدقع و الجهل الكلي بمسببات المرض و سبل الوقاية منه. و انسجاما مع هذه القناعة قامت الجمعية ، بحملات تحسيسية في إقليمالناظور و التواصل مع ساكنته باللغة الامازيغية / اللغة الأم، وعيا من الجمعية بأنه لا تحسيس بدون تواصل، ولا تواصل بدون سنن مشترك، و وعيا منها بالنسبة المرتفعة للمصابين بمرض السرطان في هذا الإقليم، لهذا تعمل الجمعية جادة على فتح فرع لها في الناظور و آخر ببركان. تكامل لا تنافس إذا كانت الجهة الشرقية تعج بالكثير من الجمعيات التي تنشط في ميادين مختلفة و على ملفات متعددة، فإن جمعية لمسة شفاء لا تشتغل في تنافس مع أي مكون من مكونات المجتمع المدني بالمنطقة، بل إن صباح ما فتئت تدعو إلى التعاون و التكامل، و تدعو إلى تكاثف الجهود. إن جمعيتنا- تؤكد صباح- ترفض العمل الفردي، من هنا خرجت من النزعة المتمركزة حول الذات لتمديدها و تفتح صدرها لكل من أراد خدمة الإنسان في هذا الجزء من وطننا العزيز. إن خدمة الإنسان و المساهمة في تنمية الجهة الشرقية مسار شاق و طويل، يستلزم تكاثف جميع الجهود، يقتضي نكران الذات و أوهام النجومية المؤقتة، يستدعي التعالي عن الاتجاه الواحدي (أنا وحدي موجود في هذا العالم). من هنا نلاحظ بأن أنشطة لمسة شفاء ساهمت فيها فعاليات تعكس قطاعات مختلفة: جمعيات، مؤسسات عمومية و خاصة، فاعلون اقتصاديون، شركات تجارية... نطرق جميع الأبواب- تقول صباح- و نتواصل مع الجميع، تحذونا الرغبة في الحصول على الدعم للجمعية من خلال خلق جسور للتعاون إيمانا من الجمعية بأن فضاءها يسع الجميع. لقد نجحت جمعية لمسة شفاء في طرح إشكالية مرض السرطان في بعدها المأساوي، و نجحت في رهانها حتى و لو كان نسبيا في اعتقاد رئيستها. إلا انه مكنها من كسب دعم و تشجيع جهات مسؤولة في الجهة و خاصة ولاية الجهة الشرقية حيث أدمجت في مشروع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لموسم 2008، و كذا كسب و مشاركة و تعاون الأسرة الطبية متمثلة في المديرية الجهوية للصحة، انخراط الأطباء الأخصائيين، دعم و اختيار المدرسة الفرنسية للأعمال بوجدة.EFA « faires à Oujda Ecole des af- ".. بحيث اختيرت جمعية لمسة شفاء من بين أكثر من ثلاثين جمعية بالجهة الشرقية ضمن المشروع السنوي للمدرسة المذكورة [2008] لدعمها و مؤازرتها في عملها النبيل. دعم و مساندة الفاعلين الاقتصاديين و المحسنين بالجهة، مساعدة المؤسسات التجارية: [المركز التجاري مرجان، كوكا كولا، كوليمو.....] هذا إلى جانب حب و تعاطف المصابين بمرض السرطان، احترام و امتنان من طرف أسرهم. إن اختيار صباح اكسبها تعاطفا أكبر من طرف المواطنين، إنها البداية و سلامتك أيها المواطن بالجهة الشرقية .