إذا كانت هناك من ذكرى يتذكرها أولئك اليتامى المقيمين بالجمعية الخيرية الإسلامية بالناظور يوم كان المفوض القضائي "بنجلالي" ضمن أعضاء المكتب الإداري لهذه الأخيرة قبل أن تأتي حكمة الله تعالى ، ويقدم استقالته من الجمعية ، فهي تلك المتعلقة بالصفعات القوية التي كان يوجهها هذا الشخص لوجوه اليتامى بدون أي مبرر ولا سبب كلما ولجت قدماه فضاء المؤسسة، فقط ليستعرض عضلاته على هذه الفئة التي أوصانا بها الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. ولأنه نادم على هذه الاستقالة التي كان يظن بأنها سوف لن تقبل ،فقد قاد سلسلة من التشويشات المتواصلة على هذه الجمعية ، وبذل ولا زال يبذل قصارى جهوده للرجوع إليها وحاول عدد من الأساتذة المنتمين لأسرة "المفوضين القضائيين "التي تحظى باحترام وتقدير من لدن مختلف مكونات الساحة الناظورية ، تقديم النصح ل"زميلهم" بالابتعاد عن مؤسسة خيرية تبذل جهودا مضنية لضمان القوت اليومي لحوالي 200 مقيمة ومقيم بها ،لكن كل هذه المحاولات التي بذلت بنية خالصة ، ووجهت بتعنت "بنجلالي". واختار هذا المفوض نهج أسلوب التعنت ،متظاهرا بنفوذ هذه الجهة أو تلك ،واختار عن طواعية الاستمرار في التشويش على مؤسسة خيرية قدم منها استقالته، وارتاح معها اليتامى لما كانوا يتعرضون له من طرفه ،لكن اليوم حان الوقت لمعرفة الأسباب التي تحول دون وقف الشخص عند حده ، وهو الشيء الذي حرك اليوم عددا من الجمعيات الحقوقية التي التأمت في لقاء مساء السبت 26 نوفمبر وقررت الخروج عن صمتها ومواجهة هذا المفوض بكل الأشكال القانونية والمشروعة ، مع مطالبة السيد وزير العدل والحريات للكشف عن مصير الشكايات التي توصل بها بشأن التصرفات التي تصدر يوميا عن هذا المفوض وتسبب في أضرار متعددة للجمعية الخيرية بالناظور ، وتعود بالضرر على المقيمات والمقيمين بها. حان الوقت للتصدي لهذا الطغيان وهذا التمادي ،غيرة على المؤسسة الخيرية التي لم تعد مستعدة لقبول مثل هذه النماذج التي تركت تاريخا أسودا بها ،وتظل مصرة – أي هذه النماذج – على إلحاق الضرر بسمعة ومصداقية الجمعية الخيرية التي تغيرت فيها الأحوال وظروف إقامة المستفيدات والمستفيدين من خدماتها بشكل لا يدع مجالا لأي كان في التشكيك في عزيمة وإرادة مكتب إداري مسؤول يعمل في صمت ، ولمن أراد التأكد عليه بالقيام بزيارة لهذه المؤسسة الخيرية للوقوف على مسيرة التغيير والإصلاح التي عرفتها في السنوات الخمس الأخيرة ومقارنتها مع الوضعية السابقة التي تتحدث عنها صور ناطقة هي معروضة أمام الرأي العام في كل لحظة وكما شاهدناها بأم أعيننا، وهي صور مؤلمة تركها السابقون ورائهم.