خلال دردشة مع زملاء لي في الجسم الإعلامي هذا المساء ، كان موضوع التغيير الكبير والإيجابي جدا الذي عرفته الجمعية الخيرية الإقليمية بالناظور، من بين المواضيع التي توقفت عندها دردشتنا ، وأجمع الزملاء على الإشادة بالمجهودات التي بذلت من لدن المسؤولين الحاليين على هذه المؤسسة الإحسانية ، وبالمقابل تناولنا في حديثنا الحميمي والأخوي ظاهرة تعاني منها مدينتنا وتهم أعداء النجاح الذين لا عدد ولا حصر لهم، وهم ذوو صفات كثيرة منها : الانهزامية ، الفشل ، السلبية، العدائية ، لعدم القدرة على النجاح والتجدد والإبداع وتطوير الذات، إضافة إلى أنهم ضارون لأنفسهم ومجتمعهم، فلا ينجزون ولا يتركون غيرهم ينجز..
إن الإنسان الضعيف غير الواثق من نفسه الذي تمتلئ روحه بالحقد والحسد وتهتز نفسه بين يديه ويضيق عقله عن التفكير المتزن هو ذلك الذي يحمل قلباً مريضا، ولا يجد في ذاته إيجابيات تعطيه نوعاً من الوجود، هو ذلك الذي تمتلئ ذاته بالسلبيات، يضيق هو بها، وبالتالي لا يجد وسيلة للتخفيف منها سوى إسقاطها على الآخرين، في محاولة بائسة يائسة ليرتاح مما تحمله ذاته من سقطات فكرية وأعباء نفسية مؤلمة، تلك بالضبط حال من يشعر بالنقص والأسى وتدن في معرفة الذات، وبالتالي لا سبيل له سوى النيل والهجوم على الآخر.
نسوق هذا الحديث ونحن نتابع باندهاش كبير تلك الحملة الظالمة التي يقودها – مع الأسف – شخص ينتمي لأسرة لطالما أكدنا وأكد الفاعلون الجمعويون وممثلي الهيئات السياسية والنقابية وغيرهم من مكونات الساحة الناظورية ، الاحترام والتقدير التي تحضى بها هذه الاسرة المتكونة من خيرة شباب المنطقة، يؤدون عملهم بضمير مهني عالي ، أسرة المفوضين القضائيين بالناظور.
زميلهم "بنجلالي" كان عضوا بالمكتب الإداري للجمعية الخيرية بالناظور ، وجهت له انتقادات شديدة بخصوص كيفية التعامل مع نزيلات ونزلاء المؤسسة ، ولازال هؤلاء يتحدثون ويروون تعامله القاسي ولا إنساني مع أطفال يتامى ما أحوجهم إلى الحنان وإلى من يمسح شعرهم ، قدم استقالته من المكتب الإداري عن طواعية، وبلغت لهذا المكتب – حسب المعلومات المتوفرة لدى عدد من الزملاء – عن طريق زميل له من أٍسرة المفوضين القضائيين .
لكن ربما ندم "السي بنجلالي" على هذه الاستقالة ، وحاول بكل الوسائل العودة إلى المكتب الإداري، وبعد فشله في ذلك ، قرر خوض معركة – خاسرة – ضد جمعية هي في حاجة إلى من يقدم ويوفر لها ما سيقتات به أطفالنا المقيمين بمقرها ويحسن الخدمات التي تقدم لهم ويسهرون على تتبع مسارهم التعليمي ضمانا لمستقبلهم.
هذه المعركة الخاسرة التي يقودها "السي بنجلالي" بتعاون مع كمشة معروفة لدى الرأي العام ، لم تثر استغراب أحد ، وقد فقد هؤلاء بوصلة التوجيه الصحيح في مراعاة المصلحة العامة ، وصاروا لا يرون إلا الظلام ، فصدقوا أن ما يرونه هو عين الصواب ، ويحاولون فرض وصايتهم على الآخرين ، وهذا منتهى الغرور . لم يعد أحدا يصدق أو يثق فيما يتقيأونه بعيدا عن حقيقة الأوضاع داخل الجمعية الخيرية الإسلامية الإقليمية بالناظور....
"بنجلالي ومن معه"، كنا نتمنى أن يتسلحوا بثقافة المسلمين الحقيقية ، ثقافة البناء والحوار، تقديم النصيحة ، وليس ثقافة الظلام والتآمر في الخفاء ، وهذه هي السنة التي يحاول هؤلاء سنها داخل الجمعية الخيرية ، وهي سنة سيئة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول في حديث شريف" من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ، ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة "وما دام هؤلاء لا يسعون من خلال ممارساتهم وتحركاتهم إلا إلى إحداث الشقاق والتأثير سلبا على مؤسسة في حاجة الى محسنين يعينونها ، فهي سنة سيئة.
كنا نتمنى أن يتدخل العقلاء ، ليوقفوا أمثال هذه النماذج عند حدها ، ويوضحون لهم ، بأن الجمعية الخيرية التي يستهدفونها من خلال حملاتهم الدعائية المغرضة ، هي في حاجة لمن يساهم في تطويرها والأخذ بيد نزيلاتها ونزلاءها وليس العكس .
وفي جميع الأحوال ، نحن نعرف جيدا بأن أمثال هذه النماذج ، تنتمي لفئة تكره النجاح ، وتخاف خوفا عميقا من ظهور أشخاص يتمتعون بمواهب وطاقات وإبداعات، عموما يكرهون رؤية أي شخص محبوب صادق، أو وجه جميل، أو عمل ناجح.. ، أعداء النجاح ، أسلوبهم التحطيم، الغدر، والطعن في الظلام للنيل من همم من هم أكبر منهم نجاحا ليثنوهم عن تحقيق طموحاتهم، لأنهم أساسا يشعرون بأنهم قابعون في الفشل! مما يدفعهم إلى النظر إلى الآخرين الناجحين في حياتهم وأعمالهم بحسد وغيرة وكيد، حيث يحاولون دائما أن يقللوا من شأن نجاحهم، ويعتبروا أنهم محظوظون في هذا النجاح لا أكثر ولا أقل.
وعلى كل حال ، ليطمئن "بنجلالي" وغيره ، فالجمعية الخيرية بفضل مجهودات أعضاء مكتبها الإداري ، وتعاون مختلف المؤسسات الاقتصادية ، والسلطات ، ووقوف المجتمع المدني بجانبها ، ونقل الإعلاميين لكل مظاهر التغيير التي تعرفها ،وبفضل ما يعبر عنه النزلاء من ارتياح عميق لوضعهم الحالي الذي تغير ألف درجة على ما كان عليه سابقا ، وما يحققه أبطالها الرياضيين من نتائج محليا ، جهويا ووطنيا ، وما يحصدونه من ميداليات هنا وهناك ، يجعل كل الغيورين على العمل الإحساني أكثر اطمئنانا وارتياحا على مستقبل هذه الجمعية.