من منا يتذكر مشروع الشرق المتوسطي الذي انعقد بمدينة الناظور أواخر سنة 2004 و الذي قيل عنه حينها أنه سيشكل قطبا للتنمية الصناعية للجهة الشرقية وسيعطي انطلاقة اقلاع اقتصادي بالمنطقة؟ شخصيا، حضرت أشغال اليوم الاخباري حول مشروع قطب التنمية الصناعية للجهة الشرقية و الذي تم خلاله اعطاء الانطلاقة الفعلية لدراسة الجدوى الاقتصادية و التقنية لهذا المشروع الذي يراهن عليه من أجل تحقيق نهضة اقتصادية صناعية بالجهة الشرقية من خلال ادماج كل الفاعلين الاقتصاديين والمتدخلين من منتخبين وسلطات محلية من أجل فك العزلة الاقتصادية و الاجتماعية عن عمالات و أقاليم الجهة الشرقية. كان ذلك قبل ست سنوات بالتمام و الكمال عندما اعطيت أشغال انجاز دراسة مشروع قطب التنمية الصناعية للجهة الشرقية و الذي يقوم بانجازه مكتب دراسات أجنبي في شراكة مع أحد مكاتب الدراسات بالمغرب. خلال ذاك اللقاء، طرحت سؤالا استهجنه المسؤولون واعتبروه مجرد تعبير عن رؤية ضيقة ومتشائمة! فقد تساءلت حينها ان كان المشروع لن يتجاوز مرحلة الدراسات، و بالتالي سيبقى مجرد حبر على ورق فقط، وكان الجواب عن سؤالي ان المشروع سيرى النور في غضون سنتين أو ثلاثة على أبعد تقرير بعد استكمال الدراسات الخاصة به و التي حددت مدتها الزمنية في سنة واحدة فقط. الأن وبعد أن مرت أزيد من ست سنوات على ذلك اللقاء أترك للقارئ الكريم ولأبناء الجهة التعليق على ما تقرر وصودق عليه واستخلاص ان كنت على حق في طرح تساؤلي... قالوا عن هذا المشروع انه سيخلق 71 ألف منصب شغل واستثمارات تعادل 28,7 مليار درهم بكلفة اجمالية تقدر ب 780 مليون درهم، ويتكون هذا الفضاء من مشاريع مهيكلة تمتد على مساحة اجمالية تقدر ب 220 هكتار: - منطقة حرة لوجيستيكية ببني انصار على مساحة 25 هكتارا. - منطقة صناعية حرة للتصدير ببني انصار على مساحة 56 هكتارا. - حضيرة صناعية متطورة بسلوان على مساحة اجمالية تقدر ب 72 هكتار ومجمع صناعي ببركان (ببوغريبة) على مساحة اجمالية تقدر ب 67 هكتارا. مرة أخرى أترك لأبناء الجهة الشرقية التعليق على المشاريع وتأكيد أو نفي ان كانت قد أنجزت أم لا، الأكيد أنها لم تنجز وأنها طويت وتوقف كل شيئ... صحيح أن هناك انجازات أخرى تمت لا يمكن إنكارها، لكن هذا المشروع بالضجة الإعلامية التي رافقته قبل ست سنوات لا أثر له الآن ، وبالتالي يحق لنا التساؤل عن جدوى مثل هذه الدراسات و اللقاءات التي تصرف عليها الملايين تنظيميا وتنقلا وتغذية ومبيتا إذا كانت ستبقى مجرد أحلام يقظة لن تتحقق...!