بعد أن سلط فوز حزب سياسي معارض برئاسة مجلس المستشارين المغربي الضوء على الاسس المهتزة للحكومة المغربية قال زعيم الحزب //سنمارس معارضة ذكية ومسؤولة.// وكان محمد الشيخ بيد الله زعيم حزب الاصالة والمعاصرة المغربي تغلب على مرشح الائتلاف الحاكم ليفوز الشهر الحالي برئاسة مجلس المستشارين المغربي وهو المجلس الاعلى بالبرلمان. ونظريا فان مرشح الحكومة المعطي بنقدور كان يضمن 165 مقعدا من مقاعد مجلس المستشارين المؤلف من 270 مقعدا وكان ينظر الى فوزه على أنه نتيجة محتومة. الا أن الوزير السابق بيد الله /60 عاما/ حصل على 140 مقعدا مقابل مئة مقعد فقط لبنقدور اذ أن أنصار الحكومة اما صوتوا لصالح بيد الله أو امتنعوا عن التصويت لاستيائهم من ضعف الحكومة واعتقادهم أن مستقبلهم يكمن مع حزب الاصالة والمعاصرة. وقال المحلل السياسي محمد أصواب الذي مثل عدد من المراقبين يرى أن الغموض يحيط بمستقبل الحكومة المغربية بعد فوز حزب الاصالة والمعاصرة //صعود حزب الاصالة والمعاصرة جعل الاغلبية التي تتمتع بها الحكومة عديمة الجدوى.// ويشيرون الى أن حزب الاصالة والمعاصرة الذي يسيطر الان على مجلس المستشارين يمكنه اسقاط الحكومة اذا عارضها بشكل جدي. ويمكن لمجلس المستشارين أن يدعو لاقتراع بسحب الثقة من الحكومة أو يمكنه شل أنشطة الحكومة برفض مقترحاتها التشريعية. ولكن بيد الله الذي يضم حزبه بعض أبرز مساندي الملك محمد السادس عاهل المغرب قال //سنمارس معارضة ذكية ومسؤولة.// وصرح بيد الله في مقابلة مع رويترز أمس الثلاثاء //نعتقد أن دورنا معارضة ايجابية. سيطرتنا على رئاسة مجلس المستشارين ستترجم الى معارضة مسؤولة.// وأجاب ردا على سؤال ما اذا كان حزب الاصالة والمعاصرة سيستخدم نفوذه في مجلس المستشارين لمحاولة الاطاحة بالحكومة برفض مقترحاتها التشريعية بما في ذلك مسودة الميزانية المقبلة بقوله // سنتعامل مع القضايا واحدة تلو الاخرى. ولكننا سنبذل قصارى جهدنا لاقناع الاخرين بأفكارنا ومقترحاتنا. سنمارس معارضة ذكية ومسؤولة وملتزمة بالمصالح العليا للبلاد.// وقال بيد الله ان مسؤولين اخرين بالحزب يشيرون الى أن الحزب أعاد تشكيل الساحة السياسية بالمغرب اذ أن نجمه بزغ في الانتخابات المحلية التي جرت في يونيو الماضي عندما سيطر على مدن كبيرة ومناطق رئيسية في البلاد. ويقول الحزب ان ليس له صلة بالملك محمد السادس ولكن حقيقة أن مؤسسه هو فؤاد عالي الهمة النائب السابق لوزير الداخلية والصديق الوثيق للعاهل المغربي تشير تكهنات بشأن اتباع الحزب جدول أعمال يضعه القصر. وانتقد محللون وسياسيون الحزب لافتقاره للتركيز السياسي وقالوا ان استراتيجية الحزب بأن يكون معارضا مغ اتخاذ موقف لين في نفس الوقت تجاه الحكومة ستبعد الناخبين. وقال لحسن الداودي المسؤول البارز من حزب العدالة والتنمية الاسلامي المعارض والذي انتقد حزب الاصالة والمعاصرة لافتقاره للرؤية //نتمتع الان بأغلبية حاكمة تدعم المعارضة ومعارضة تدعم الحكومة. لا أفهم ذلك. حزب الاصالة والمعاصرة أحدث ارتباكا.// واختلف بيد الله معه في الرأي. وقال //نفوذنا في مجلس المستشارين سيسمح لنا باحراز تقدم في المشروع السياسي للبلاد بتحقيق مزيد من الديمقراطية والحداثة وفتح مجال أكبر أمام الحوار والنقاش. سنعطي قيمة سياسية مضافة لمجلس المستشارين.//