يعود المخرج المغربي محمد إسماعيل بعمل جديد يحمل عنوان (اولاد لبلاد)، والذي انتهى من تصويره مؤخرا، بعد مدة عمل دامت ستة أسابيع في واد لاو وتطوان وطنجة والرباط. الفيلم، الذي تبلغ مدته الزمنية 115 دقيقة، كتبه له السيناريو محمد إسماعيل وعبد الله حضار ورين دنان، بينما الموسيقى التصويرية أنجزها عبد الله الحداد. يتناول الشريط قصة ثلاث أصدقاء هم: المفضل وعبد الحميد وعبد السلام، الذين بعد الحصول على شهادات جامعية حاولوا إيجاد عمل لكنهم لم يتفوقوا في ذلك، وهو ما أدى إلى تفرقة السبل بين الأصدقاء الثلاثة. فعبد الحميد وعبد السلام قررا الرجوع إلى مسقط رأسهما في واد لاو، حيث سيشتغلان بأعمال ليست لها أية علاقة بتكوينهما، عبد الحميد سيفتتح مقهى للانترنت، كما سيفرض نفسه كإمام في المسجد مستفيدا من علاقاته مع إحدى الجماعات المتطرفة. بينما عبد السلام سيستفيد من قرض للحصول على سيارة لنقل الركاب، حيث سيشتغل بشدة من اجل جمع المال اللازم للزواج من خدوج أخت المفضل، هذا الأخير الذي رفض العودة إلى واد لاو وفضل البقاء في الرباط حيث انظم الى جمعية المعطلين من اجل القيام بوقفات يومية امام البرلمان، وبالرغم من التدخلات الامنية الشديدة فان هذه الوقفات كانت مناسبة التقى فيها بصالحة التي ستربطه بها علاقة عاطفية، لكن الامور لن تسير على ما يرام، حيث ان صالحة ستسافر الي الخليج العربي. هذه الصدمة ستجبر المفضل على العودة الى مسقط راسه، حيث ستتوالى الاحداث التي سترمي به في براثن المتاجرة في المخدرات. سبب اختيار موضوع بطالة الخريجين حسب محمد اسماعيل، مخرج العمل، يعود الى اهميته الكبيرة، فبالرغم من المجهودات التي تبدلها الدولة فإن أعداد العاطلين تزداد كل سنة بشكل ملحوظ، مما يطرح اسئلة ملحة حول طبيعة التكوين الجامعي ومدى اهلية الخريجين للعمل في مجالات بعيدة عن تخصصاتهم. أما عن سبب اختيار واد لاو فيعود حسب المخرج الى ان السيناريو كتب في هذه المنطقة، وحتى تعطى للقصة مصداقية اكثر فقد تم تصوير الفيلم في هذه المنطقة القريبة من مناطق زراعة الكيف. اما بخصوص توزيع ادوار الفيلم فقد فضل محمد اسماعيل اختيار اسماء معروفة على الساحة الوطنية، حيث نجد رشيد الوالي في دور لمفضل ومنى فتو في دور السعدية، بينما حنان الابراهيمي تلعب دور صالحة ومحمد خيي دور الكتامي وسعد التسولي يجسد شخصية عبد السلام، بالاضافة الى اسماء اخرى مثل: سعيد باي وعمر العزوزي وربيع القاطي ورفيق بوبكر ومحمد بسطاوي ونزهة الركراكي ومليكة العماري. للاشارة فإن محمد اسماعيل، المولود في سنة 1951 بتطوان، اخرج اول فيلم له والذي حمل اسم (اوشتام) سنة ،1996 وفي سنة 2000 اخرج فيلمه الثاني (وبعد)، في السنة الموالية انجز فيلم التلفزيوني (امواج البحر)، وفي سنة 2003 اخرج الفيلم التلفزيوني (علال القلدة)، وفي سنة 2004 اخرج فيلمه الطويل الثالث والذي حمل عنوان (هنا ولهيه)، تلاه في سنة 2005 الفيلم التلفزيوني (علاش لا)، وبعد ذلك في سنة 2007 فيلم (وداعا امهات). كما اخرج محمد اسماعيل مجموعة من الاشرطة الوثائقية والافلام القصيرة