خلال جلسة افتتاح المؤتمر التي حضرها الوزير الأول عباس الفاسي، عاد أحرضان ل«يغازل» بعض السياسيين بطريقته الخاصة. ولم يتوان «الزايغ» في تذكير عباس الفاسي بسياسة الحزب الوحيد التي كان ينهجها حزبه في السابق، مشيرا إلى أن الماضي «فات» والحركة والاستقلال تربطهما «علاقة مصاهرة». خلال الكلمة التي ألقاها عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، شدد على أن الحركة والاستقلال والاتحاد الاشتراكي هي الأحزاب الحقيقية لكونها خرجت من رحم المجتمع. وطلب بنكيران المساندة من الحركة، قائلا: «يجب أن تقف الحركة إلى جانب العدالة والتنمية إذا ما استهدفها حزب معين، لأن الذي سيستهدف العدالة والتنمية اليوم، سيفعل ذلك مع الحركة غدا». اختفت عدد من الوجوه المحسوبة على أحرضان من المؤتمر، والتي كانت في وقت سابق تشرف على جميع أشغاله. بعض المؤتمرين قاطعوا أشغال اللجان التي استمرت إلى وقت متأخر من ليلة الجمعة السبت، وذلك لحضور حفل زفاف ابنة محمود عرشان، الأمين العام للحركة الاجتماعية الديمقراطية. لأول مرة يعاين فيها الحركيون الصناديق الزجاجية في المؤتمر، والكثير علق على ذلك قائلا: «يبدو أن الحركة ستدخل فعلا مرحلة الديمقراطية». انتفضت القاعة خلال إعلان لائحة إقليمتازة للمجلس الوطني، وتعالت مجموعة من الأصوات منددة ب«إقحام» اسم الوزير السابق محمد بوطالب في اللائحة. محمد مرابط، الوزير السابق، وأحد متزعمي تيار الغاضبين، انتفض لحظة إعلان الأمين العام عن لائحة المجلس الإقليمي للحسيمة. وتوجه بعصبية مفرطة إلى المنصة يحتج على الأمين العام. محمد الفاضيلي، النائب السابق للأمين العام، كان أبرز الأصوات التي علت أثناء أشغال المؤتمر، إلا أنه اضطر في النهاية إلى تهنئة الأمين العام الجديد. محمد السرغيني، رئيس المؤتمر، اضطر أكثر من مرة إلى قطع الأشغال للإعلان عن ضياع هاتف محمول وأوراق خاصة لبعض المؤتمرين. أثناء احتدام الصراع حول لوائح المجلس الوطني، فقد العنصر أعصابه أكثر من مرة، مهددا باستعمال القانون وقبول اللوائح المقدمة دون مناقشة. عبد القادر تاتو وإدريس السنتيسي، كانا أبرز المناضلين الذين تدخلوا لتهدئة المؤتمرين في لحظات الذروة، حيث صعدا إلى المنصة وتسلما طعون الأقاليم في انتظار مناقشتها، وجنبا العنصر بعض المشاكل. مؤتمرة من الأقاليم الجنوبية احتجت بقوة على القيادة التي أجلت الحسم في لائحة المجلس الوطني لمدة 15 يوما، منبهة إلى المسافة التي يقطعها مناضلو الصحراء للمشاركة في مثل هذه الأشغال. احتفال العنصر بصعوده أمينا عاما للحركة لولاية أخرى، اقتصر على بعض المقربين منه، خصوصا حليمة عسالي ومحمد أوزين وعبد القادر تاتو، ومحمد مبديع الذي دخل هو الآخر دائرة العنصر.