كذبت أسرة الكولونيل قدور ترزاز، الذي يقضي عقوبة سجنية مدتها 12 سنة في سن يفوق السبعين، كل ما تم تداوله في الأيام الأخيرة حول أسباب اعتقال ومحاكمة الكولونيل المتقاعد، واتهامه بالخيانة والعمالة لأجهزة أجنبية... واعتبرت الأسرة، في ندوة صحافية عقدتها بالرباط أول أمس الثلاثاء، أن الانتقام والغيرة وتصفية الحسابات وراء ما يجري للكولونيل المعتقل، لكونه كان مقربا ومحبوبا من طرف الملك الراحل الحسن الثاني، «مما كان يزعج بعض كبار الضباط». فيما قال عبد الرحيم الجامعي، المحامي الذي يتولى الدفاع عن قدور ترزاز، إن البلاغ، الذي أصدرته وزارة الاتصال المغربية قبل أسابيع ضد الكولونيل ترزاز، «تضمن وشاية ونشرا لخبر زائف، وسوف نقوم بالطعن فيه أمام القضاء ونتابع الدولة بالتهمة التي يتابع بها الصحافيون اليوم». وأضاف الجامعي أنه إذا كان هناك قضاء نزيه فسيفتح تحقيقا حول ما جاء في بلاغ الحكومة ويتأكد من صحته. أسرة الكولونيل المتقاعد قالت إن هذا الأخير ليس معارضا سياسيا، وإنهم كأسرة ليست لديهم أية مطالب سياسية، بل كل ما يطالبون به هو إنصاف رجل يبلغ 73 سنة من العمر، مدان ب12 سنة سجنا. وشدد أفراد العائلة، الذين حضروا إلى مقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان لعقد هذه الندوة، على أن مطلبهم الأول والأخير، يبقى هو عفو ملكي. ونقلت الأسرة، في كلمة مطولة، عن قدور ترزاز قوله: «بالنسبة إلي، هناك وفاء واحد يربطني بوطني، المغرب الحبيب، وبملكه جلالة الملك محمد السادس أعانه الله. لقد احترمت على الدوام شعار المغرب: الله، الوطن، الملك...». وقالت الأسرة إنها صدمت بما اعتبرته ادعاءات صادرة عن عدد من الجهات في الأيام الأخيرة، واعتبرت أنها محاولات لتدنيس شرف الكولونيل قدور ترزاز، وأن بلاغ الحكومة وبعض الكتابات الصحافية التي تلته كلها محاولات للمس بسمعته. وقالت الأسرة إن أكبر ما فاجأها هو الخرجة الإعلامية للطيار المتقاعد، علي نجاب، الذي قضى ربع قرن رهن الأسر في الجزائر، واتهامه للكولونيل ترزاز بإفشاء سر عسكري. وقالت إن علي نجاب كان قد ذهب لرؤية الكولونيل سنة 2003، بعيد الإفراج عنه من الأسر، وطلب مساعدته. وأضافت الأسرة أن الرجلين كانا يكنان لبعضهما كثيرا من الإعجاب والتقدير، وأن نجاب كان من بين المدعوين لحفل زفاف ابن الكولونيل، سليم نجاب (حضر إلى هذه الندوة الصحفية حاملا ابنه)، يوم 15 أبريل 2008. وأضافت الأسرة أن نجاب ظل يؤكد دعمه للكولونيل بعد اعتقاله والحكم عليه، إلى درجة وعدهم فيها بتحويل الكولونيل ترزاز إلى بطل. وشددت أسرة الكولونيل على أن هذا الأخير لم يكتب الرسالة الموجهة إلى الملك محمد السادس بشأن وضعية العسكريين الذين كانوا أسرى لدى النظام الجزائري إلا بعد طلب الطيار علي نجاب ذلك. ووزعت الأسرة على الصحافيين وثيقة تحمل توقيع كل من ترزاز ونجاب، تؤكد عملهما المشترك من أجل إثارة وضعية هؤلاء الأسرى العائدين. واستغربت الأسرة اعتبار إطلاع علي نجاب على مضمون الرسالة الموجهة إلى الملك، وما فيها من معلومات تقنية تقول إن الطائرات الحربية المغربية لم تكن مجهزة بمضادات للصواريخ، إفشاء للسر العسكري، لكون نجاب كان طيارا وعارفا بتلك المعلومات، علاوة على أنه سبق وأدلى بتصريح صحافي لجريدة «أوجوردوي لوماروك»، بتاريخ 7 ماي 2004، قال فيه إن الطائرات المغربية لم تكن تتوفر على مضادات للصواريخ. كما استغربت الأسرة تبرير الحكم على الكولونيل ب12 سنة سجنا بكون المغرب في حالة حرب، بينما أقصى ما يمكن الحكم به عليه في حالة السلم هو خمس سنوات. من جانب آخر، بررت الأسرة حصول الكولونيل المعتقل على الجنسية الفرنسية بحبه لزوجته الفرنسية ولأبنائه، وقالت إن ذلك لم يتم إلا بعد سنتين من تقاعده، «ويمكننا أن نحصل على جنسية مزدوجة دون أن نكون خائنين لبلدنا». وأضافت الأسرة، ردا على الاتهامات الموجهة إليها بالبحث عن دعم أجنبي، أنها لم تكن لتبحث عن هذا الدعم لو أن الكولونيل قدور ترزاز توفر على جميع ضمانات المحاكمة العادلة.