ينطلق موسم عبور المهاجرين المغاربة نحو بلدهم هذه السنة يوم الخامس من يونيو المقبل عوض ال15 منه، وذلك نظرا لاقتراب حلول شهر رمضان الكريم، على اعتبار أن أغلبية المهاجرين المغاربة بأوربا سيقررون تعجيل عطلتهم الصيفية للذهاب إلى المغرب. ويتوقع الجانبان المغربي والإسباني أن يعبر مضيق جبل طارق خلال هذا الموسم حوالي مليونين و500 ألف مهاجر مغربي، ونحو 650 ألف سيارة، أي بمعدل 91 ألفا و244 شخصا و22 ألف و608 سيارة يوميا. وستمر عملية العبور لهذه السنة من مرحلتين: الأولى خاصة بالذهاب وتمتد من 5 يونيو إلى 15 غشت، والثانية خاصة بالعودة وتمتد من 15 يوليوز إلى 15 شتنبر. وعقدت لجنة مختلطة (مغربية - إسبانية) مكلفة بعملية العبور، أول أمس الاثنين، اجتماعا تم خلاله بحث الترتيبات العملية التي وضعها الجانبان لضمان أفضل الظروف لسير عملية العبور لهذا السنة. وأعلنت اللجنة عقب الاجتماع أن أهم التدابير المزمع اتخاذها تتمحور حول ثلاثة عناصر رئيسية، هي: السيولة والسلامة والأمن، فضلا عن اتخاذ تدابير للمساعدة والقرب. وكشف خالد الزروالي، العامل مدير الهجرة ومراقبة الحدود بوزارة الداخلية، خلال نفس الاجتماع، أن السلطات المغربية أحدثت جهازا للرعاية الاجتماعية لفائدة المهاجرين، وضعته مؤسسة محمد الخامس للتضامن، سواء في الخارج أو في المغرب، وأقامت مخططا منسجما للملاحة يضم أسطولا هاما من السفن والبواخر من أجل تسهيل العبور على المهاجرين باتجاه المغرب. وأضاف أن المغرب استثمر مبلغ 20.3 مليون درهم من أجل تأهيل البنيات التحتية لموانئ طنجة والناظور والحسيمة، فضلا عن إحداث مرافق لفائدة الركاب تتضمن إقامة مساحات مظللة وجسور وأنظمة للعرض والتشوير. وطبقا لنفس المصدر، فسيسهر على تنظيم عملية العبور ما يقرب من 13 ألف عنصر أمن، من شرطة وحرس موائي وحرس مدني، وسيتم وضع نحو 4 آلاف عسكري احتياطي (التدخل السريع) على أهبة الاستعداد للتدخل في الحالات القصوى. كما تتضمن إجراءات استقبال المهاجرين أيضا، بحسب الزروالي، ضمان تأطير طبي وصحي على طول المحاور الطرقية التي سيستعملها المغاربة المقيمون في الخارج، حيث تم رصد جهاز للمساعدة الطبية يتكون من 43 طبيبا و6 مراكز صحية، بينما ستشارك مصالح الصليب الأحمر الإسباني بنحو 419 متطوع وسيارات إسعاف. وتشمل التدابير التي اتخذها المغرب تعبئة السلطات المحلية، لاسيما من خلال إحداث خلايا في الأقاليم والعمالات، وتعزيز الأجهزة الأمنية، بالإضافة إلى تدابير أخرى ينتظر أن يعلن عنها محمد عامر، الوزير المكلف بالجالية المغربية بالخارج، خلال جلسة تعقد اليوم بالبرلمان. ومن جانبه، كشف الجانب الإسباني، الممثل في نائب كاتب الدولة في الداخلية خوسطو ثامبرانا بينيدا، عن تدابير تتضمن بالخصوص تعزيز أنظمة النقل البحري والمساعدات المقدمة من قبل الصليب الأحمر الذي سيعبيء طاقما هاما وسيارات للإسعاف فضلا عن مراكز التنسيق وباحات الاستراحة. وأعلن أن السلطات الإسبانية ستضع على طول المحاور الطرقية أجهزة رقمية لتقديم المعلومات والنصائح للمسافرين تهم بالخصوص مواقع باحات الاستراحة، وتوقيت الرحلات البحرية. وأضاف أنه سيتم توزيع 147 مساعد ومساعدة اجتماعية عبر مراكز كثيرة على امتداد الطريق المتوجهة إلى الجزيرة الخضراء، التي أحدثت بها حسبه مراكز للراحة مجهزة بكل المرافق الصحية والأمنية والاستشارية باللغتين الفرنسية والإسبانية. يشار إلى أن عملية العبور 2010 تتميز باستقبال ميناء طنجة المتوسط، للمرة الأولى، المغاربة المقيمين في الخارج القادمين إلى المغرب لقضاء العطلة الصيفية، وينتظر أن يساهم هذا المرفق في تخفيف الضغط عن باقي الموانئ الشمالية، وبالتالي تسهيل عبور المهاجرين.