كشف شريط مصور تفاصيل تدخل وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، خالد الناصري، للحيلولة دون اعتقال ابنه، الذي أوقفه رجال أمن وسط العاصمة، ليلة الجمعة الماضي، بعد حادث احتكاك بالسيارات وقع بين ابن الوزير وطبيب شاب يدعى «ه.ب». هكذا حقق موقع «اليوتوب» السبق، مرة أخرى، في تصوير هذا الحادث بالصوت والصورة، حين استعمل أحد المواطنين، ممن حضروا عراك ابن الوزير والطبيب، هاتفه النقال لالتقاط مشهد تدخل الوزير لصالح ابنه بمحاذاة مقر البرلمان ليخرجه من الورطة. في بداية الشريط يظهر حشد من المواطنين الغاضبين يتحلقون حول الوزير، بعد أن تمكن هذا الأخير من تحرير ابنه من بين يدي الأمن بسرعة، وهم يصرخون: «واشوفوا الديمقراطية».. «قالك هذا وزير اشتراكي».. «واش هادي هي الحرية والقانون»، ما اضطر الوزير إلى التوجه مسرعا إلى سيارته مخفورا برجل شرطة يرتدي الزي الرسمي، وما اضطر أيضا رجال أمن آخرين إلى التدخل لتفرقة المواطنين الغاضبين من تصرف الوزير. غضب الحشود لم يتوقف، حيث تبع أحد المواطنين الوزير وهو يصرخ في وجهه «اللهم إن هذا منكر».. كما حاول نفس الشخص، في إحدى لقطات الشريط القصير، الذي لا تتجاوز مدته 43 ثانية، إيقاف الناصري ومنعه من اصطحاب ابنه، إلا أن رجل أمن حال دون ذلك، ليتمكن الوزير من ولوج سيارته وينطلق بها، وهنا أيضا لم يتمالك بعض من حضروا الواقعة أنفسهم وانهالوا بالضرب على سيارة الناطق الرسمي باسم الحكومة، وانتهى الشريط بسباب ناب في حق عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية. من جهته، لم ينف وزير الاتصال الخبر، كما أكد أنه هو من ظهر على شريط الفيديو الذي بث أول أمس الأحد على موقع اليوتوب، وقال في تصريحاته ل»أخبار اليوم»: «لقد اطلعت على الفيديو.. أنتم أيضا تريدون أن تجعلوا منه حدث القرن؟»، وأضاف الوزير: «هذا الموضوع يخص ابني وتم اختراع قضايا كاذبة في شأنه، ليس هناك لا موس ولا مينوط ولا هم يحزنون، وهذا كلام شرف»، في إشارة إلى ما أفاد به شهود عيان من كون ابن الوزير اعتدى على الطبيب الشاب بآلة حادة، وأن الشرطة صفدت يديه بالمينوط قبل أن يصل والده. وبخصوص تفاصيل الحادث علق الناصري: «إنه حادث سير بسيط كما آلاف حوادث السير التي تقع يوميا، وأدى إلى مشاجرة ما بين المعنيين بالأمر»، وختم وزير الاتصال بالقول: «أنا لا أنتبه إلى هذه الأمور، كوزير لدي قضايا دولة أخصص لها ما يكفي من وقتي ولا أهتم بتفاهات من هذا النوع».