اختتمت أمس (الخميس) "قافلة التصدير نحو إفريقيا" محطتها الثانية بغينيا الاستوائية بالدعوة إلى إنشاء صندوق ضمان استثماري من أجل تسهيل اندماج مقاولات القطاع الخاص داخل النسيج الاقتصادي الغيني، وفي هذا الصدد دعا نائب الوزير الأول الغيني المكلف بالجانب المالي والاقتصادي، أنيثيتو إبياكا مويتي، "المقاولات المغربية إلى تطوير شراكات جديدة مع نظيرتها الغينية، خاصة في المجال المالي والطاقي والتكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال والبنى التحتية". ولتفعيل هذه الخطوة، عقد الطرفان خلال اليوم الأول من هذه المحطة، التي شملت مدينتي "مالابو" و"باطا"، مجموعة من لقاءات الأعمال هدفت إلى تحديد القطاعات الاقتصادية التي يمكن أن تشكل مجالات جديدة لتدخل المقاولات الخاصة المغربية، وسبل تسهيل المبادلات التجارية بين الطرفين وتجاوز الصعوبات التي تعترض تطويرها، خاصة، يضيف جيلالي هلال، سفير المغرب في غينيا الاستوائية، "وأن هذه الأخيرة تعد البلد الزبون رقم 38 للمغرب سنة 2008، وأصبح في سنة واحدة الزبون رقم 25 على الصعيد العالمي والثاني على صعيد إفريقيا جنوب الصحراء بعد السنغال، لذلك لم يأت اختيارها اعتباطا لتشكل إحدى محطات قافلة التصدير نحو إفريقيا". من جانبه، سجل عبد اللطيف معزوز، وزير التجارة الخارجية، "أن المغرب وغينيا الاستوائية يتوفران على العديد من الإمكانيات التي تمكنهما من بلوغ مستويات مرتفعة من التعاون الاقتصادي والتجاري، وتجاوز الأرقام المسجلة حاليا، إذ بإمكان القطاع الخاص المغربي حمل تجربته وخبرته في الأوراش الكبرى التي أطلقتها غينيا الاستوائية، والرامية إلى تنويع اقتصادها وتطوير بناها التحتية، والتي بإمكانها أيضا أن تشكل فرصا جديدة للمقاولات المغربية من أجل تطوير شراكة مربحة للطرفين". إلى ذلك، وهدفت اللقاءات المهنية الثنائية التي جمعت رؤساء المقاولات المغربية والغينية بهذه المحطة الثانية من قافلة التصدير نحو إفريقيا، يسجل سعد بنعبد الله، المدير العام ل "مغرب تصدير"، " استغلال الفرص الاستثمارية التي تتيحها غينيا الاستوائية، لكن من خلال اعتماد مقاربة جديدة نهدف من ورائها إلى تطوير شراكة مربحة للطرفين تتأسس على التكاملات والمنافع المتبادلة، وهو السياق نفسه الذي ستهدف إلى إرسائه لقاءات المحطة الثالثة من القافلة، التي ستحط بالعاصمة الغابونية لبروفيل، إذ ستتميز بعرض الفرص الاستثمارية والاقتصادية، وسبل الشراكة بين المغرب والغابون، عبر عقد مجموعة من اللقاءات الثنائية على مدار يومين بين رؤساء مقاولات القطاع الخاص المغربي ونظرائهم الغابونيين. للإشارة، ارتفعت صادرات المغرب نحو غينيا الاستوائية خلال سنة 2005 إلى 6.88 مليون أورو مقابل واردات بقيمة 2.57 مليون أورو، وهو ما يمثل حجما إجماليا بقيمة 9.45 مليون أورو، ولم تتوقف هذه المبادلات عن التطور خلال السنوات الماضية حتى بلغت سنة 2008 حوالي 48 مليون أورو مستفيدة من تطور الصادرات المغربية نحو غينيا الاستوائية التي تضاعفت ب 5.5 مرات، في حين ارتفعت قيمة هذه المبادلات إلى 77 مليون أورو خلال السنة الماضية، بنمو نسبته 34 في المائة مقارنة مع سنة 2008، كما تطورت صادرات المغرب نحو هذا البلد خلال السنة ذاتها بحوالي 450 في المائة. مؤهلات تعد غينيا الاستوائية ثالث منتج للبترول بمنطقة إفريقيا جنوب الصحراء، إذ مكنتها مخزوناتها من النفط والغاز الطبيعي من بلوغ نمو اقتصادي برقمين خلال السنوات الأخيرة، وأضحت من بين أهم الدول المستقطبة للاستثمارات الخارجية بإفريقيا. إلى جانب البترول تتوفر غينيا الاستوائية على إمكانيات مهمة في المجال الفلاحي والصيد والاستغلال الغابوي الموجه نحو التصدير، وفي هذا الصدد تتشكل أهم منتوجات المصدرة من البترول الذي يمثل 90 في المائة من مداخيل التصدير، والميتانول، وبعض المنتوجات الفلاحية الغابوية من قبيل الأخشاب الموسمية.