فتح الدولي المغربي المهدي بنعطية ثقبا جديدا في جدار جامعة الكرة، عندما أعلن في حوار صحفي أن انتظار شهر يونيو المقبل لإعلان اسم المدرب المقبل للمنتخب خطأ كبير، وأضاف:" المغرب بات في حاجة إلى ساحر وليس إلى مدرب ليكون بمقدوره صنع منتخب قوي في ظرف شهرين، ويبدأ في خوض تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2012 التي ستحتضنها الغابون وغينيا الاستوائية مناصفة". قبل بنعطية تحدث خرجة هو الآخر، وقال في حوار مطول ل"أخبار اليوم"، إن المغرب كان عليه أن يستغل موعد فيفا في 3 مارس الماضي ويجري مباراة ودية تشكل حلقة أولى في الإعداد، وقبلهما تحدث كثيرون وقالوا إن سيناريو ما حدث مع لومير سيتكرر وإن المغرب سيضيع الكثير من الوقت. لكن جامعة الكرة بدا أنها كما لو أن أذنها من طين، لذلك ظلت الأسماء المرشحة لتدريب المنتخب الوطني تتناسل، حتى قارب الرقم 30 مدربا، دون أن يلوح في الأفق اسم هذا المدرب الذي سيغير خريطة الكرة المغربية. وحينما كانت المنتخبات المتواجدة مع المغرب في نفس المجموعة تجري مباريات ودية، وتستعد لموعد التصفيات، فإن منتخب الفهري كان في عطالة ستكلفه غاليا، وستطال الفرق المغربية، بما أن التراجع في تصنيف فيفا سيحرم المغرب من المشاركة في عصبة الأبطال الإفريقية وكأس الكاف بفريقين في كل مسابقة، لأن الاتحاد الإفريقي لا يمنح هذه الأسبقية إلا للدول المحتلة للمراتب 12 الأولى إفريقيا. إن ما يحدث في جامعة الكرة يبدو مثيرا للاستغراب والاستفزاز في الوقت نفسه. منتخب هو مرآة لبلد، بعيش عطالة، ويتم تدبيره كما لو أنه فريق للأحياء، وليس منتخبا يمثل 30 مليون مغربي. منتخبات كبنين وبوركينافاصو باتت تسبقنا في ترتيب الفيفا، علما أن التصنيف المقبل سيشهد تراجعا آخر، ومع ذلك فإن جامعة الفهري تدبر الأمور بمنطق"لازربة على صلاح". لقد اختزلت الأزمة في المدرب، مع أن اختيار المدرب المقبل، هو جزء من أزمة فقط، ويظهر أن الأمور لا تسير كما يجب، وأن المفروض أن يتم النحت في الصخر، ليكون لهذا البلد منتخب قوي، ومنتخبات جيدة سواء المحلي أو الأولمبي أو الشبان أو الفتيان والنسوي. أما أسطوانة مدرب المنتخب الأول، فقد أتعبتنا ومللنا من تكرارها.