ما هو وضعك بالضبط الآن؟ لقد منحتني السلطات الإسبانية "رخصة إقامة مؤقتة لظروف استثنائية" وصلاحيتها تمتد إلى ثلاثة أشهر، وهي نفس الوثيقة التي منحتها لأميناتو حيدر. هذه الوثيقة تمنحني صلاحيات أكبر من تلك التي تمنحها تأشيرة سفر عادية، غير أنها لا تخولني في الوقت الراهن الإقامة في فرنسا، حيث أنوي الاستقرار، وأنا الآن بصدد مناقشة ملفي مع السلطات الفرنسية. - لماذا لا تستطيع الدخول إلى المغرب؟ من وجهة نظر إدارية أستطيع الدخول إلى المغرب، غير أن النظام قد جردني من إمكانية العيش الكريم في بلدي. بعد إغلاق لوجورنال، تم تفعيل مسطرة الحجز على ممتلكاتي الشخصية في سرعة خيالية، وهي المسطرة ذاتها التي تم تفعيلها ضد بوبكر الجامعي. في ظرف ثلاثة أيام فقط، تم الحجز على رصيدي الشخصي وعلى أسهمي في مقاولتي الشخصية، هذا معناه أن كل مداخيلي المستقبلية أصبحت في ذمة الدولة. وبما أنني لا أملك المبلغ المتراكم على لوجورنال فإنني أصبحت مهددا بفقدان حريتي. الدخول إلى السجن ليس مشكلة في حد ذاته، لكن كان علي الخروج من المغرب للدفاع عن نفسي إزاء قضاء يعلم الجميع بعدم استقلاليته وممارسة حقي في إيصال قضية لوجورنال إلى الرأي العام. إغلاق لوجورنال لا علاقة له بتراكم الديون كما روجت لذلك بعض الصحف المقربة من النظام، بل هي قضية سياسية تدخل في إطار الحرب على الصحافة المستقلة. - هل تعتبر ما يحدث لك حاليا رد فعل على كتابك الأخير "سوء الفهم"؟ الحرب التي يشنها النظام ضدي أنا وبوبكر الجامعي هي تصفية حسابات ناتجة عن الخط التحريري الذي انتهجناه منذ تأسيس لوجورنال، والذي أزعج المخزن لأنه كان بمثابة خطوة رائدة في نشأة الصحافة المستقلة في المغرب. كتاب "محمد السادس، سوء الفهم الكبير" منع في المغرب وتعرض لجملة من الانتقادات من طرف الصحف المقربة من النظام، لأنه جاء بحصيلة للسنوات العشر الأولى من الحكم بنفس الحدة والجرأة التي اعتادتها لوجورنال. لا شك أن النجاعة التي سارعت بها السلطات للحجز على ممتلكاتي والتضييق علي هي حرب على الجرأة والرأي المغاير. - هل أحسست بتضامن من طرف الصحافيين المغاربة؟ لا يوجد صحافي حر ونزيه داخل المغرب أو خارجه لم يتضامن مع قضية لوجورنال، ولم يشعر بالألم جراء إغلاقها. بل ليس الصحافيون فحسب، الرأي العام أيضا والمواطنون المتتبعون لشأن الصحافة الوطنية استقبلوا خبر اغتيال لوجورنال كالصاعقة. ما هو مؤسف في المغرب أن جزءا من الجسم الصحفي أصبح أداة لمحاربة استقلالية وتعددية الصحافة.