تنفست ساكنة أزرو الصعداء عندما علموا أن الشرطة ستغطي هذه المنطقة ، وفي الأيام الأولى لاستأنافها العمل كان الضغط و العمل جادا فترى أفراد هذه الشرطة و الدوريات صباح مساء تجوب شوارع المنطقة المعنية إلا أنه بعد مرور مدة تقل عن شهر خمدت نار هذه الدوريات وأصبحت الجرائم وأشباحها تلاحق الساكنة من جديد و عادت المنطقة إلى مرحلة ما قبل الشرطة رغم وجودها الصوري بها..والدليل على هذامجموعة من الأحداث التي وقعت في هذه المنطقة في غفلة عن الشرطة فقد أفاد مصدر موثوق أن شابا من ساكنة المنطقة طرق باب الشرطة لطلب رقم هاتف الإسعاف نظرا لأن أباه كان يعاني من مرض السرطان في ساعة متأخرة من الليل إلا أنه لم يجد حاضرا بمقر الشرطة رغم أن الأضواء بقيت ساطعة بالمقر المذكور ، وبعد إنتظار طويل أتى حارس الليل و أخبر الشاب المعني بأن الوحيد الموجود في المقر هو المدعو رشيد ولن يقوم بفتح الباب عندها تذكر هذا الشاب المواقف المشكورة للمدعو : بورحيم محمد بصفته مقدم المنطقة في أحداث مشابهة (كمجهوده في إحداث طرق للمياه بعدد من أحياء المنطقة في أوقات متأخرة من الليل) وتوجه إلى بيته وبعد أن أخبره بالمشكل لم يتوانى المقدم المذكور من الخروج من بيته في ذلك الوقت المتأخر بسيارته لإقتناء تعبئة المكالمة من أجل الإتصال بالإسعاف. هذه الحادثة مجرد واحدة من عديدات تقع في أزرو البعض منها نعلمه وما خفي أعظم وكلها في حقيقة الأمر لها مدلول واحد ذو وجهين : الأول تقاعس و تكاسل الشرطة التي لا تقوم بواجبها وأصبحت بذلك بمثابة الحاضر الغائب وأصبح عملها يقتصر على عددمحدود من الدوريات معدود على رؤوس الأصابع وتوجيه ألفاظ سخرية و تهكم للساكنة كقولهم لمن وجدوه واقفا في الطريق : " هل تريد إلتقاط صورة تذكارية أم أنت في إنتظار حافلة لركاب ؟ " ثم يبدأون بالسب والشتم و الوجه الثاني من المدلول هو الشكر الجزيل الواجب على جميع ساكنة المنطقة لبعض من يقوم بدوره إحسن قيام بل وبدور غيره في كثير من الأحيان ومن هؤلاء "المقدم بورحيم" الذي له - حقيقة وبدون مجاملة - مواقف بطولية تنم عن وطنيته الصحيحة..