بعد أن تنفست ساكنة مدينة الحسيمة الصعداء بنقل مطرح النفايات لمنطقة أجدير عاد النقاش بين فرقاء المجتمع المدني حول المطرح الجديد للنفايات وتأثيراته على المجال و الإنسان بالمنطقة. وعلى غرار التأثيرات الجانبية لمزبلة سيدي عابد بالحسيمة أصبحت الساكنة القريبة من المطرح بأجدير تعاني نفس المضاعفات من جراء انبعاث الروائح الكريهة والحشرات وكذا تسجيل ارتفاع في حالات أمراض العيون، الحساسية والربو. في نفس السياق انقسم المجتمع المدني بين من يعتبر أن المطرح الموجود بأجدير يعد قنبلة موقوتة تهدد ساكنة المنطقة، التربة والمياه الجوفية مما ينعكس على الصحة العامة وعلى الفلاحة بالمنطقة. وبين من يعتبر أن المطرح يسير بطريقة حديثة تأخذ بعين الاعتبار كل الشروط العلمية الصحية، ولا تأثير لها على المنطقة إن على المدى المتوسط أو البعيد. ويعزو أحد المهتمين أن إثارة الموضوع في هذا الوقت بالذات لايعدو أن يكون مزايدة حزبية ضيقة هدفها لفت الأنظار ليس إلا. في حين أن مجهودات كبرى يقوم بها متدخلون في مجال النظافة وتدبير النفايات لاتؤخذ بعين التقييم الإيجابي. يشار أن نقل الموقع القديم للمطرح إلى الموقع الجديد كان ثمرة دراسات وأبحاث واستشارات ساهمت فيها مكونات من الوزارة الوصية، السلطة المحلية، المجتمع المدني والمنتخبون. وهو مما يفرض من جديد دعوة كل هذه الأطراف إلى فتح نقاش إيجابي وبناء حول التأثيرات الممكنة للمطرح الجديد على الساكنة وبلورة إطار للتدخل الناجح العلمي والتقني والأخذ بعين الاعتبار الملاحظات الهامة والبناءة الصادرة عن المختصين في مجال البيئية.