أوجه كلامي مباشرة الى السيد الحسين اضرضور بصفته رئيساً منتخبا لكل ساكنة بلدية ايت ملول و باعتباره المسؤول الاول عن تدبير مرافق المدينة و السهر على خدمة المواطنين فيها على افضل وجه. سيدي الرئيس، عشية الاحد الفائت شاءت الأقدار ان تتوافد خمس حالات ولادة في وقت واحد على دار الولادة بايت ملول؛ و بعد الكشف على كل الحالات، تبين ان ثلاث حالات منهن تستدعي النقل بشكل مستعجل الى المستشفى الإقليمي لانزكان نظرا لحرج الحالات و وجود خطر على سلامة الأمهات و أجنتها ! المفاجأة ان سيارة الإسعاف لم تكن موجودة، و بعد محاولات متعددة تم الاتصال بالسائق ليأتي الجواب الصادم من طرفه بان المركبة متوقفة لعدم توفر الوقود الكافي لتشغيلها! و بدون الدخول في تفاصيل تعلمها سيدي الرئيس و يعلمها المسؤولون حولك، لم تأت سيارة إسعاف المدينة أبدًا و بدلا من ذلك تمت الاستغاثة بسيارة إسعاف انزكان التي أتت و نقلت الحالات الثلاث دفعة واحدة صوب المستشفى بانزكان في ظروف فير مريحة بالمرة ! استغرق الامر مدة من الزمن عاشها الجميع على الأعصاب و التوتر، فطاقم دار الولادة وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه اذ ان الطاقة الاستيعابية لمركز الولادة لا تتعدى سريرين، و السيدات الحوامل الخمس كن يعتصرن آلام المخاض في ردهات المركز في انتظار سيارة الإسعاف، فيما أعصاب ذويهم بدأت تنفلت مع كل دقيقة تمر دون ان يلوح الحل في الأفق! هاته الحادثة تستلزم الوقوف قليلا لتحليلها و الوقوف على مكامن الخلل في تسيير خدمات الصحة بالمدينة و التي لها ارتباط وثيق بسلامة حياة المواطنين بايت ملول. و اسمح لي سيدي الرئيس ان اطرح أسئلة : – لماذا مدينة بحجم ايت ملول و ساكنة تفوق 150 الف نسمة لا تتوفر سوى على سيارة إسعاف يتيمة تكاد لا تتوقف عن الجري ذات اليمين و ذات الشمال في مهمات مختلفة تتعدى في كثير من المرات الحقل الصحي الذي خصصت له أصلا؟ – و كيف يعقل و الحال هكذا ان يخصص لهاته السيارة مبلغ هزيل من الوقود لا يكفي حتى لثلاثة ايام من العمل المكثف؟ – و اذا كان الخصاص في قطاع النقل الصحي مطروحا بهاته الحدة فكيف يتم تخصيص سيارة الإسعاف التي تلقتها البلدية مؤخراً لنقل الأموات بدل وضعها رهن إشارة المرافق الصحية بالمدينة؟ اذا كُنْتُمْ سيدي الرئيس قد علمتم بما حصل فالمرجو ان تتخذوا من التدابير ما يحول دون تكرار نفس الموقف مستقبلا، لان حياة الناس ليست هينة و لا تحتمل الارتجال. و ليعلم من خولتموهم سلطة تدبير المرافق ان روح المسؤولية تقتضي منهم التحلي بالجرأة الكافية لاتخاذ ما يلزم من التدابير لحل المشاكل و تصريف الأمور الجارية و ان حياة سيدة تعاني الم المخاض و جنينها المقبل على الحياة أنفس و أغلى من بضع لترات من الغازوال و التقيد المقيت بالبيروقراطية الشكلية في ظرف إنساني حرج كهذا ! و ان كُنْتُمْ لا تعلمون و لم يتجشم احد من المسؤولين عناء إبلاغكم بمثل هاته الاختلالات لتجد لها حلولا فالمصيبة اعظم. و على كل حال، ها انتم الان تعلمون و نرجو ان تتخذوا ما ترونه مناسبا لضمان عدم تكرار مثل هاته المواقف التي كادت تتحول الى مأساة لا قدر الله ! و تقبلوا، سيدي الرئيس، فائق التقدير و الاحترام. إمضاء : الحسن اوعبد الرحمان