حالة استثنائية قصوى عاشتها تطوان، صبيحة أمس الخميس، على مختلف المستويات الأمنية، بعد مهاجمة أحد الأشخاص لساحة موقع القصر الملكي، بوسط المدينة المعروف ب «الفدان». كالعادة كان حراس الممر المؤدي إلى القصر الملكي في أماكنهم، حيث يتوزعون بين عناصر الأمن والدرك، وفي شق آخر عناصر من القوات المساعدة وعسكريين. غالبيتهم مسلحون إما ببنادق أو بمسدسات صالحة للاستعمال. وإن كان مستوى الحراسة منخفض بعض الشيء، مقارنة مع الفترة التي يوجد جلالة الملك خلالها بالقصر. لم يكن أحد هناك يتوقع أن يحدث ما حدث، بل إنه لحد الساعة كل من عاش الواقعة لم يصدق، أنها حدثت فعلا. كانت عقارب الساعة تقترب من العاشرة إلا ربع صباحا، حينما استل شخص ملتح سيفا، قال بعض شهود عيان أن طوله يقارب المتر والنصف، وهاجم الواقفين عند المدخل الأول، والذين فروا من وجهه خوفا على حياتهم منه، خاصة وأنه كان يلوح بالسيف يمينا ويسارا. المهاجم الذي كان يكبر ويصيح بشكل هستيري، أكد بعض شهود عيان أنه من الأصوليين المتطرفين، بالنظر إلى شكله الخارجي، وكذلك ما كان يردده من كلمات. لم يتوقف بعد اقتحامه للمعبر الأول، وبدأ يجري وسط الساحة المؤدية إلى الباب الرئيسي، حيث لم يستطع أحد الاقتراب منه بذلك الشكل. فيما كان يطارد بعض العناصر الأمنية هناك، فاستطاع النيل من أحدهم بضربه في البطن، قبل أن يحاول عنصر آخر إسقاطه أرضا، لكنه نال ضربة بدوره في قدمه، ليسقط أرضا، قبل أن يصل إلى عين المكان، عناصر من القوات المساعدة وبأيديهم هراوات كبيرة، استطاعوا بفضلها إسقاطه أرضا، وانهالوا عليه بالضرب حتى فقد وعيه، وتوقف عن حالة الهيجان التي كان فيها قبل ذلك. وقد تم نقل العناصر الأمنية المصابة على عجل، إلى إحدى المصحات القريبة من وسط المدينة، حيث يخضعون للعلاج حاليا، فيما ألحق المعتدي بدوره بنفس المصحة، ووضعت عليه حراسة أمنية مشددة. في انتظار بدء التحقيق معه ومعرفة دوافعه الحقيقية، وراء ما قام به من اعتداءات، طالت أساسا عناصر أمنية هناك، حيث أصيب ثلاثة عناصر، إثنان منهما حالتهما خطيرة، ويتماثلان للشفاء حسب مصدر طبي مقرب. المهاجم الذي وصفته بعض المصادر بكونه له نزعات دينية متطرفة، لم تعرف هويته بالضبط ودوافعه، لغاية وقت متأخر من مساء أمس، هذا في وقت قال مصدر غير رسمي، أن المعني بائع متجول بالمدينة، وسبق له أن استفاد من دكان من الجماعة الحضرية سابقا، لكنه قام ببيعه، وعاد ليمارس البيع بالتجوال مجددا، وأنه ينتمي أصلا إلى مدينة زاكورة، متزوج بمدينة تطوان وله أبناء، ومعروف عليه عدم استقراره العقلي فيما يخص ردود فعله، تجاه بعض الباعة وتجاه السلطات، خلال عمليات محاربة الباعة المتجولين، بل هناك من يؤكد أن المعني كان قد هاجر سرا إلى إسبانيا، وأعيد قسرا منها مؤخرا، مما جعله يعاني اضطرابات نفسية خطيرة. هذا ووضعت مختلف المصالح الأمنية في حالة طوارئ قصوى، طيلة يوم أمس الخميس، حيث حل بعين المكان، جل المسؤولين الرفيعي المستوى من أمن ودرك وقوات مساعدة وعسكريين، إضافة إلى مسؤولي أمن القصور، في انتظار بدء التحقيق مع المعني، حيث ينتظر أن يشارك في هذا التحقيق عناصر من الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، ومن الأمن الخاص للقصر الملكي. فيما يجري حاليا البحث في صحيفة السوابق لمعرفة تفاصيل عن حياته.