[ابن كيران يمثل أمام مجلس المستشارين لثماني ساعات] موعد جديد يضربه عبد الإله ابن كيران مع عشاق مداخلاته، الذين سيحظون هذه المرة بحلقة مزدوجة قد تمتد إلى أكثر من ثمان ساعات بمناسة جلسة مساءلة مجلس المتشارين لرئيس الحكومة، موعد لابد أنه سيرفع من نسب المشاهدة في القنوات العمومية، خاصة وأن المدة الزمنية المخصصة لابن كيران وحده ستتجاوز الأربع ساعات. ذلك كان هو الحل الوحيد أمام رئيس مجلس المستشارين محمد الشيخ بيد الله، الذي رفع شعار «لا غالب ولا مغلوب» في تسويته للخلاف الذي نشب بين رئيس الحكومة والمستشارين وهو يوافق على تمديد زمن الجلسة، التي ينتظر أن تستمر طيلة أحد أيام الأسبوع القادم بعدما تم تأجيلها إلى ما بعد عودة ابن كيران من العاصمة التونسية، حيث ينتظر أن يشرف بحر الأسبوع الجاري على أشغال اللجنة العليا المشتركة المغربية التونسية. لكن كيف تمكن عبد الإله ابن كيران من الحصول على حصة زمنية فاقت الأربع ساعات من مجلس حاول أعضاؤه أن يقلصوا قدر المستطاع من مدة تدخله، حتى لا يعطوه فرصة إعادة ما فعله بمجلس النواب ؟ الاجتماعات المكثفة التي شهدها مجلس المستشارين طيلة الأسبوع الماضي بين رؤسات الفرق والمجموعات والرئيس محمد الشيخ بيد الله في إطار ندوة الرؤساء، انتهت أمس الإثنين بالتوافق على تخريجة يتم بمقتضاها تخصيص 250 دقيقة لمداخلات أعضاء المجلس، أي بحيز زمني يفوق الأربع ساعات بعشر دقائق، مقابل أن يأخذ رئيس الحكومة «كامل الوقت في الرد على تساؤلات المستشارين» على حد تعبير مصدر برلماني حضر الاجتماع. أن يأخذ ابن كيران كامل وقته يعني أنه نجح في انتزاع قسمة زمن الجلسة بالمناصفة مع المستشارين، وأنه سيتكلم بأربع ساعات وما يزيد لا شك أنه سيعود خلالها إلى تبرير قرار الزيادة في المحروقات وتوضيح الإجراءات المواكبة له خاصة وأن الكثيرين لم يفهموا كثيرا الطريقة التي ستخفف بها من تداعيات الزيادة على محدودي الدخل. على أن مهمة ابن كيران لن تكون يسيرة أمام مستشارين لاشك أنهم سيدرجون ظاهرة تكرار انهيار المنازل وما خلفته من وفيات بين المواطنين، خاصة وأن المدة المخصصة لأعضاء الغرفة الثاني تم تقسيم بشكل يتيح الفرصة أمام جميع التشكيلات السياسية، حيث تم تخصيص حصص تتراوح بين 40 دقيقة بالنسبة للفرق البرلمانية و10 دقائق بالنسبة للمجموعات. الأسئلة التي ينتظر أن يواجهها ابن كيران ستأتي في ثلاثة محاور، وهي الأجندة الانتخابية والأزمة الاقتصادية والفساد وتخليق الحياة العامة، وكذلك الزيادات الأخيرة في المحروقات وما رافقها من ارتفاع في أسعار المواد الأكثر استهلاكية. ابن كيران الذي ينتظر أن يمثل أمام أعضاء الغرفة الثانية لأكثر من ثمان ساعات كان قد اعتبر في مداخلته أثناء الجلسة المؤجلة بأن تخصيص أربع ساعات وربع ساعة للجلسة مدة طويلة جدا، متسائلا : «هل رئيس الحكومة سيساءل قبل يوم القيامة». كما اقترح رئيس الحكومة في نفس المداخلة أن تعقد الجلسة المقبلة حتى في العاشرة صباحا ليتسنى للجميع الحديث لوقت كاف، مؤكدا أن «أهمية الحديث ليست في مدته، بل في مصداقيته». [Bookmark and Share]