بعد لقاء باريس منذ بضعة أسابيع الذي دعا إليه جهاز المخابرات الفرنسي الخارجي، هذه المرة تأتي المبادرة من جهاز «إم. أي. سيكس» البريطاني. الأوضاع المتدهورة و التطورات المتسارعة في منطقة الساحل الإفريقي والصحراء واقتراب تأثيراتها من بلدان المغرب العربي بمافيها المغرب وتقاطع ذلك مع التنظيمات الارهابية والجريمة المنظمة النشطة في تجارة المخدرات والأسلحة. لم يترك للعديد من الأجهزة الأمنية المراقبة للأوضاع عن كثب في المنطقة إلا تسريع لقاءاتها بهدف وضع خطط تنسيق عملياتية واستباقية للحد من ثأتيرات هذه الأوضاع على الأمن في المنطقة. الاجتماع الذي دعا إليه جهاز المخابرات البريطاني والمقرر عقده في 5 من يونيو القادم والذي سيخصص لوضع موضع التنفيذ التنسيق الأمني والمخابراتي وتنسيق العمليات وتبادل المعلومات ستحضره إلى جانب بريطانيا الأجهزة في فرنسا واسبانيا، ايطاليا البرتغال وأمريكا وقد يحضره كذلك ممثلون عن حلف شمال الأطلسي إلى جانب بعض الدول الفاعلة في منطقة الساحل الافريقي والصحراء وبلدان الشمال الافريقي لدورها الاقليمي الاستراتيجي. لقاء لندن في الأسبوع الأول من الشهر القادم والذي لم يكن حسب مصادر «الأحداث المغربية» مبرمجا في شهر يونيو، لكن ما سرع بعقده هي التطورات الخطيرة الأخيرة في شمال مالي بعد الانقلاب العسكري في هذا البلد في 22 مارس الماضي وخاصة بعد سيطرة جماعة «أنصار الاسلام» بمساندة من تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي على المنطقة والبدأ في وضع أسس دويلة إسلامية متطرفة وإمكانية وصول تأثيرات ذلك إلى العديد من البلدان بمافيها بلدان الشمال الافريقي القريبة من جنوب أوروبا. الأوضاع المتدهورة في منطقة الساحل الافريقي استمرت دائما حاضرة فى أجندة المغرب سواء من خلال تنسيقه مع الدول المهتمة بالتطورات في هذه المنطقة الملتهبة أوفي في التسيق الأمني والمخابراتي بخصوص نفس القضية. وفي نفس اطار الاهتمام جدد المغرب منذ أسابيع وهذه المرة من خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة التعبير عن ” انشغاله العميق” أمام تزايد الأنشطة الإرهابية بمنطقة الساحل وغرب افريقيا داعيا إلى إقامة “شراكة بناءة في إطار روح من المسؤولية المشتركة” وبعيدا عن “الحسابات السياسية الضيقة والاستقرار في المنطقة “. وفي ذات السياق وفي اطار التصدي للأثار الممكن أن تكون لهذه الأوضاع المتدهورة في دول الساحل على المنطقة ككل كشف وزير الداخلية احمند العنصر أن المغرب سيستضيف نهاية السنة الجارية اجتماعا موسعا في الرباط تحضره كل الوزارات والأجهزة المكلفة بالأمن في بلدات الساحل وشمال افريقيا للتدارس حول كل الخطوات الممكنة للتصدي لتأثيرات الأوضاع المتدهورة في الساخحل الفريقي على مجموع الؤضاع