أياما فقط بعد عرض موقع موريتاني لتسجيل صوتي، يشيد فيه أحد زعماء تنظيم «القاعدة في المغرب الإسلامي» بانتصار مقاتليه في شمال مالي، وحثه على عدم التفريط في فرصة إقامة دولة إسلامية في المنطقة التي يسيطر عليها التنظيم مع حركات مسلحة أخرى منذ نهاية مارس الماضي.الحركة الوطنية لتحرير أزواد التي سبق لها أن أعلنت أنها تقاتل لجعل منطقة ازواد بشمال مالي دولة علمانية مستقلة توقع على اتفاقية يوم السبت الماضي، للاندماج مع مقاتلي حركة انصار الدين المرتبطة بتنظيم القاعدة من أجل تأسيس دولة إسلامية مستقلة قائمة على فرض الشريعة الاسلامية لكن بشكل غير صارم كما أكد المتحدث باسم الحركة في تصريح إعلامي له :”القران سيكون مصدر قوانين الدولة.. ولكننا سنطبق الاشياء التي نريدها”. وتأتي المستجدات الأخيرة لتتأكد معها شكوك وتقارير المراقبين حول الأوضاع المتردية أمنيا بمنطقة الساحل الإفريقي التي أصبحت حسب التقارير المنجزة من طرف الخبراء الدوليين ملاذا آمنا لعصابات تهريب السلاح والمخدرات والحركات الانفصالية، ولبعض الجماعات الإرهابية التي استغلت فيافي الصحراء الممتدة كمعسكرات لتدريب المقاتلين، وقواعد خلفية لانطلاق العمليات الإرهابية التي تستهدف الأمن الإقليمي بدول المنطقة. خطورة تحول المنطقة إلى وزيرستان جديدة بإفريقيا، دفع العديد من الخبراء إلى دق ناقوس الخطر، وتحذير دول المنطقة، وحثها على التحرك العاجل قبل استفحال الوضع، والقيام بعمليات ميدانية لتفكيك بنيات الشبكات الإرهابية التي تنشط بها، وخاصة تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي والجماعات المرتبطة به تنظيميا وعقائديا كإمارة الصحراء وحركة التوحيد والجهاد بغرب إفريقيا، وحركة بوكو حرام النيجيرية. خاصة بعدما عرفت تحركات التنظميات المذكورة اضطرادا في وسائل عملها الميداني بعد سقوط نظام القذافي، كاختطاف الرهائن الغربيين للحصول على فديات لتمويل صفقات شراء الأسلحة. المغرب من جهته، وبعد اجتماعات دورية لتنسيق العمليات وتبادل المعلومات الاستخباراتية والخبرات الأمنية، وكان آخرها اجتماع باريس الذي خصص لمناقشة التطورات الآخيرة بشمال مالي، والذي عرف مشاركة مسؤولين عن جهاز المخابرات الفرنسي الخارجي، وأجهزة المخابرات البريطانية والإسبانية والألمانية ومثيلاتها في دول الشمال الإفريقي ودول الساحل، يجدد اهتمامه وانشغاله من جديد بالأوضاع المتدهورة في منطقة الساحل الإفريقي واقتراب تأثيرتها من بلدان المغرب العربي. في هذا الإطار، وزير الخارجية المغربي «سعد الدين العثماني»، يعلن أن العاصمة الرباط ستكون يومي 11 و12 يونيو على موعد مع قمة إفريقية تخص دول الساحل والصحراء. وأعلن عن خبر عقد القمة المرتقبة في حديث للوزير بلجنة الخارجية بمجلس النواب، حيث أكد أن الإتفاق حصل في الاجتماع الرابع للتيكاد (شراكة اليابان أفريقيا) المنعقد في 4 ماي الماضي بمراكش، إذ كان من المنتظر عقد قمة لدول الساحل والصحراء نهاية الشهر الجاري، لكن التحضيرات دفعت إلى تغيير موعدها إلى يونيو المقبل. وأكدت مصادر مطلعة أن الدول المشاركة بالاجتماع المنتظر ستتدارس آليات حصر تدفق الأسلحة الخاصة بكتائب القذافي، والتضييق على تحركات الجماعات الإرهابية بالمنطقة، والحد من النشاط المتنامي لتجار الأسلحة والمخدرات. إعداد : محمد كريم كفال