الأوضاع المتدهورة في منطقة الساحل الإفريقي واقتراب تأثيرتها من بلدان المغرب العربي بما فيها المغرب، وتقاطع ذلك مع تنظيمات الجريمة المنظمة النشطة في تجارة المخدرات والأسلحة وخاصة الإرهاب، كل ذلك استمر حاضرا في أجندة المغرب سواء من خلال تنسيقه مع الدول المهتمة بالتطورات في هذه المنطقة الملتهبة أوفي في التسيق الأمني والمخابراتي بخصوص نفس القضية. وفي نفس اطار الاهتمام ذاته جدد المغرب يوم الجمعة الماضية وهذه المرة من خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة التعبير عن ” انشغاله العميق” أمام تزايد الأنشطة الإرهابية بمنطقة الساحل وغرب افريقيا داعيا إلى إقامة “شراكة بناءة في إطار روح من المسؤولية المشتركة” وبعيدا عن “الحسابات السياسية الضيقة والاستقرار في المنطقة “. وقال الوزير في الاجتماع الذي خصص لبحث التهديدات التي يتعرض لها السلام والأمن الدوليين جراء الأعمال الإرهابية٬ “إن المغرب يجدد انشغاله العميق إزاء تزايد الأنشطة الإرهابية في مناطق جواره الإقليمي لا سيما في منطقة الساحل وغرب افريقيا”. و أبرز “وجود ترابط بين الجماعات الإرهابية٬ والحركات الانفصالية والشبكات الإجرامية المتورطة في الاتجار بالمخدرات والأسلحة٬ وكان المغرب وفي اطار دوره الاقليمي الاستراتيجي في المنطقة شارك في اجتماع عقد بباريس منذ أسابيع قليلة وقبل التطورات اآخيرة التي شهدتها شمال مالي دعا إليها جهاز المخابرات الفرنسي الخارجي، وشاركت فيه أجهزة المخابرات البريطانية والإسبانية والألمانية ومثيلاتها في دول الشمال الإفريقي ودول الساحل، بالإضافة إلى فرق العمليات الخاصة والموازية.. لقاء باريس الذي خصص لتنسيق العمليات وتبادل المعلومات والخبرات، خاصة بعد رصد الكثير من الأخبار عن مجموعات إرهابية تتحرك بين دول الجوار بعدما وجدت مناخا مناسبا للتوغل وزعزعة الأمن في المنطقة، جاء أياما قليلة بعد المخاوف الأمنية التي عبر عنها المؤتمر الوزاري الإقليمي الذي جمع بلدان المغرب، الجزائر، تونس، النيجر، تشاد، موريتانيا، مصر، السودان والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة حول أمن الحدود الذي عقد بالعاصمة الليبية طرابلس، ودعوته إلى ضرورة التعاون مع المنظمات الدولية المختصة، ووضع خطة مشتركة للتعاون الحدودي، واتخاذ اجراءات دقيقة تتركز على تبادل المعلومات والخبرات، وخاصة منها تلك المتعلقة بانتشار الأسلحة الليبية “السايبة” في المنطقة بعد سقوط نظام العقيد القذافي والتي سقط العديد منها في أيدي تنظيمات إرهابية لاتخفي ارتباطها وولاءها لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي..