هل ستفرق مسيرة «الكرامة أولا» بين رفاق عبد الرحمان العزوزي قائد الفيدرالية الديموقراطية للشغل وإخوان محمد يتيم زعيم نقابة الاسلاميين بعدما جمعتهم سنوات من التنسيق؟ أم أن موجة الغضب التي ضربت وسط مسؤولي الاتحاد الوطني للشغل لعدم استشارتهم من قبل الفيدراليين في موضوع المسيرة مجرد لحظة عابرة، سرعان ما تعود بعدها الأمور إلى مجراها الطبيعي؟ الأمر لايبدو بتلك السهولة، فيتيم بدا في غاية الاستياء من هذا التجاوز وقال «لم يقم أحد بايقاف التنسيق، لكن الإخوان في الفيدرالية الديموقراطية للشغل تصرفوا بطريقة تتنافى مع قواعد العمل المشترك الذي يجمع بيننا»، فهو لم يخف غضبه من الخطوة، التي أقدم عليها الفيدراليون بتنظيم مسيرة مشتركة أول أمس الأحد، مع إخوان الأمس، الكنفدراليين، دون استشارة نقابته في الموضوع. التقارب الذى حصل مؤخرا بين الفيدرالية والكنفدراللية، أدخل التنسيق الثلاثي، الذي يجمع رفاق عبد الرحمان العزوزي الكاتب العام للفيدرالية الديموقراطية، إلى جانب إخوان محمد يتيم برفاق حميد شباط رئيس الاتحاد العام للشغالين مرحلة من الفتور، فانشغالات الفيدراليين والكنفدراليين بالترتيب للمسيرة الاحتجاجية وبحث آفاق التنسيق بينهم، دفع باللقاءات الذي كانت تعقدها المركزيات النقابية الثلاث، إلى التأجيل، وهو ما رأي فيه البعض مؤشرا على توقف هذا التنسيق، إلا أن مصدرا من الفيدرالية نفى ذلك، وأكد على أن «التنسيق مازال مستمرا». القيادي الفيدرالي، كانت له قراءة خاصة لعدم عرض قضية المشاركة في المسيرة الاحتجاجية على أنظار قيادة نقابة الاسلاميين، قصد النقاش، بقوله «هؤلاء لهم وضع خاص»، في اشارة أنها النقابة المقربة من حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة الحالية، في حين أن زعيم الاتحاد الوطني للشغل كان له موقف آخر، وبقي ينظر إلى الأمور بمنظار العمل النقابي بتأكيده على أن «هدفنا هو حماية الوحدة النقابية وابعاد الاعتبارات السياسية عن ذلك»، مضيفا دون تردد «هكذا تصرفنا لما كنا في المعارضة، وهكذا نتصرف اليوم». وإذا كان إخوان محمد يتيم، لم يخفوا استياءهم من رفاقهم الفيدراليين لعدم مناقشتهم في أمر المشاركة في المسيرة الاحتجاجية إلى جانب الكنفدراليين، فإن رفاق عبد الرحمان العزوزي، على الرغم ن إلتفاتتهم الأخيرة نحو الأمس، فإنهم يضعون استمرار التنسيق مع نقابة الاسلاميين ونقابة الاستقلاليين ضمن الأولويات لخدمة قضايا الشغلية.