جنبا إلى جنب يجلسان على المنصة. إخوان الأمس، عبد الرحمان العزوزي الكاتب العام للفيدرالية الديموقراطية للشغل ورفيق دربه في العمل النقابي نوبير الأموي الكاتب العام للكنفدرالية الديموقراطية، الذان فرق بينهما الزمن، وحدتهما صباح أمس بمقر دار المحامي بالدار البيضاء، الندوة الصحفية التي سلطا خلالها الضوء على أسباب تنظيم نقابتيهما لمسيرة احتجاجية الأحد المقبل بالعاصمة الإقتصادية. زعيم الكنفدراليين، الذي اسندت له مهمة قراءة التصريح الصحفي الخاص بالندوة، وبلغة القيادي الهادىء الذي خبر العمل النقابي، توقف عند أسباب تنظيم المسيرة، والتي لخصها في «تجاهل الحكومة للملف الاجتماعي للطبقة العاملة وإفراغها للحوار من مضمونه بصورة لا ترقى إلى مستوى المغرب في زمن التحولات الكونية»، إلا أن الأموي، وبعد رصده للأوضاع العامة التي تعيشها الطبقة العاملة والتي وصفها ب«الهشة»، سرعان ما خرج عن هدوئه بشنه هجوما شرسا على حكومة عبد الاله إبن كيران، واصفا إياها بحكومة «الدراري والشيوخ بتحمليها مسؤولية التراجعات في منهجية الحوار والتفاوض». ومع توالي الدقائق، استعاد قائد الكنفدراليين لهجة الخطابة، التي اشتهر بها في المهرجانات النقابية، بعدما رفع من ايقاع صوته، قائلا «الحكومة بزاف على هاذ الناس لي جاو»، دون أن يتردد في التأكيد على أن الاختلالات البنوية التي يعرفها المجال الاجتماعي تحتاج إلى«قرارات جريئة وشجاعة تتجاوز حدود الترقيعات والبحث عن الحلول الجزئية»، داعيا إلى «حوار وطني، دائم، لا يتوقف تشارك فيه جميع المؤسسات المعنية» في الوقت الذي كان فيه نوبير الأموي يشن هجومه على الحكومة، كان رفيقه عبد الرحمان العزوزي ينظر أمامه إلى الوجوه التي غصت بها القاعة مستعيدا شريط الماضي النضالي المشترك إلى جانب الكنفدراليين، فبعد تناوله للكلمة عجز عن التعبير عن ما يخاله من أحاسيس، واكتفى بالقول«أنا مأخوذ بشعور لا أستطيع التعبير عنه، إنها لحظة يجب أن نقرأها بعمق». وبعد تخلص قائد الفيدراليين من الحنين إلى الماضي، الذي انتابه، انتقل بدوره إلى موقع الهجوم على الحكومة بدرجة لم تكن أقل من رفيقه الأموي، حيث لم يتردد في اتهام الحكومة ب«التنصل من تنفيذ ما تبقى عالقا من الالتزامات التي جاء بها اتفاق 26 أبريل 2011»، بعدما، يقول العزوزي «تلقينا ضمانات على تنفيذها خلال اللقاء الذي جمعنا برئيس الحكومة»، لكن «لاشىء من ذلك حصل»، يضيف زعيم الفيدرالية وإذا كان الأموي في إحدى ردوده على أسئلة الصحفيين، قد شدد على وحدة الصف النقابي للضغط على الحكومه بقوله« نحن عائلة واحدة وحريصون على الوحدة النقابية»، فإن العزوزي شاطره نفس الموقف، واعتبر أن محطة الأحد المقبل ليست بداية ولا نهاية، وإنما سنستمر في برنامج نضالي تصعيدي إذا لم تستجب الحكومة للمطالب النقابية».