في إطار المواكبة لمشروع الإصلاح القضائي شرع المكتب المركزي لودادية موظفي العدل بشراكة مع المكتب الوطني للنقابة الديمقراطية للعدل ، في تنظيم الندوة الوطنية الثانية لرؤساء المصالح والأقسام الإدارية بوزارة العدل تحت شعار بالدارالبيضاء » أي إصلاح نريد » يومي 19 و20 ماي 2012 بالمركب الاجتماعي لوزارة العدل بإفران ، بالموازاة مع أشغال الندوة الوطنية تعتزم الودادية عقد الجمع العام التأسيسي لمنتدى رؤساء مصالح كتابات الضبط . وترتكز أهداف والمضامين الثلاث للندوة الوطنية الثانية لودادية موظفي العدل في معالجة الصعوبات التي باتت تواجه شغيلة هيئة كتابة الضبط ، ودور وأهمية كتابة الضبط في منظومة الإصلاح القضائي ، وموقع رئيس مصلحة كتابة الضبط في الرقي بشروط الاشتغال داخل الجهاز ، ومن المنتظر أن تخرج الندوة الوطنية بمجموعة توصيات تقدم إلى وزير العدل كخريطة الطريق من وجهة نظر ودادية موظفي العدل والتي ترتكز حسب الأرضية المقدمة لأشغال الندوة الوطنية على : أولا : أهمية هيئة كتابة الضبط إذا كان مرسوم 2.08.71 قد أضفى على هذه الهيئة صفة مصلحة عمومية وأخضع موظفيها من هذا المنطلق إلى مقتضيات القانون الأساسي لموظفي الإدارة العمومية الصادر بتاريخ 24 فبراير 1958، فإن الظهير الشريف المنظم لقانون المسطرة المدنية الصادر بتاريخ 29 شتنبر 1974 قد أكد على دورها في العملية القضائية منذ بدايتها إلى نهايتها من خلال عدة فصول . وموظفو هيأة كتابة الضبط بين هذا وذاك يتمتعون بصفة مزدوجة ، فهم من جانب أول موظفون عموميون تسري عليهم مقتضيات الوظيفة العمومية ، ويعملون بمرفق عام يتمتعون فيه بمزايا وحقوق وواجبات الموظف العام، وهم من جانب ثاني ينتمون لهيأة كتابة الضبط، ويكتسي عملهم من هذا المنطلق صبغة قضائية تمكنهم من ممارسة مهامهم القضائية مع ما يتطلبه ذلك من خضوع لمقتضيات القوانين المنظمة لكافة المساطر القانونية. ومن هنا فالموظف القائم على أعمال كتابة الضبط ملزم بتلبية رغبات جميع الوافدين على مرفق القضاء من مهنيين ومواطنين، ولا يمكن بأي حال من الأحوال الاحتجاج ضده بتقديم مآل بعض الملفات والمرحلة التي وصل إليها الملف لبعض المتقاضين الذين يعتبرون أطرافا في النزاع، بحجة أن المسطرة كتابية ، لكونه في هذه الحالة يمارس مهامه باعتباره موظفا عاما ملزما بتلبية رغبات الوافدين على المرفق العام والاستجابة إلى طلباتهم ومنحهم المعلومة التي تعتبر حقا من حقوقهم . ثانيا :اهمية كتابة الضبط في منظومة اصلاح القضاء : يجب أن يأخذ الإصلاح بعين الاعتبار مختلف الأجهزة المرتبطة بصناعة العمل القضائي، وعلى رأسها جهاز كتابة الضبط الذي لا يقل إصلاحه شأنا عن إصلاح القضاء، فكاتب الضبط يتقاسم القاضي مجموعة من المسؤوليات، وإجراءات الملف تعرف دورانها وجودا وعدما بكتابة الضبط، فهي الضامن الوحيد لجهوزية الملف من عدمه ، وعلى سبيل المثال فمسؤولية السهر على الحفاظ على الملفات بوثائقها المختلفة وتقديمها للاطلاع والتصوير في ظروف حسنة كافية لتبيان خطورة دوره، ذلك أن ملف القضية أمانة على عاتق كاتب الضبط منذ ولادته إلى حين إيداعه بالحفظ، وبل وإن هذه الأمانة تستمر حتى بعد إدراجه بالحفظ، وبالمقابل فإن كاتب الضبط لا يتوفر على تعويض خاص بالمخاطر يجعله يتحمل هذا العبء في ظروف حسنة. ولقد كان الأمل معقودا على صدور مرسوم 2.08.71 في إصلاح هذا الجهاز والنهوض به لتحمل أعبائه في إطار وضعيته الحالية، غير أن هذا الأخير جاء مخيبا للآمال، بل إنه تضمن تراجعا عن مجموعة من المكتسبات، وسجل لأول مرة صدور نظام أساسي خاص دون تضمنه تعويضات محفزة . ثالثا : موقع رئيس مصلحة كتابة الضبط : رئيس مصلحة كتابة الضبط هو مهندس المساطر القضائية ، يستدعي بذلك ضرورة تحديد اختصاصات رئيس مصلحة كتابة الضبط ، وإعطائه صفة مكون و مؤطر بعد خضوعه لدورات تكوينية في الادارة والتسيير والتواصل إضافة إلى صفة رئيس قسم التنفيذ نظرا لخبرته في مجال تنفيذ الأحكام القضائية مع ضرورة إعادة هيكلة محاكم المملكة ليصبح رئيس كتابة الضبط رئيس قسم يشرف على رؤساء مصالح يوزعون المهام بينهم : ” القسم المدني ، القسم الجنحي ، قضاء الاسرة ، الحسابات ، التنفيذ الزجري” . سعد داليا