AHDATH.INFO يبدو أن الذبابة، التي لسعت وزير العدل وهبي وجعلته يتحدث عن معرفته العميقة ب«تقاشر» أي مواطن مغربي في أبعد منطقة في البلاد، قد لسعت زعيمة الاشتراكي الموحد نبيلة منيب وجعلتها تتساءل «كيف يمكن أن نطالب بسبتة ومليلية بعد أن سلمنا سيادتنا لإسرائيل؟». حتى تبون وشنقريحة وكبار أعداء البلد لم يطرحوا هذا السؤال، وزعيمة اليساريين الجدد في المغرب تجرأت وقالتها. هل هي شجاعة كبرى من السيدة وتصريف لمعلومات تمتلكها فعلا عن تسليم المغرب لسيادته (كذا وأيم الله!!) لإسرائيل؟ أم تراه الخرف أو سن اليأس السياسي عندما يصيب البعض ويدفعهم إلى الخبط خبط عشواء مما خبرناه غير ما مرة وفي أكثر من مناسبة؟ لا جواب لدينا. فقط نمتلك ملاحظة بسيطة للغاية حول حكاية اليساريين والمتياسرين في الوطن الأمين تهم فرنسا وهي بلاد لدينا بها كثير التشبه والارتباط. آن هيدالغو، وهي زعيمة الحزب الاشتراكي الفرنسي اليوم، لا تستطيع أن تقول كلمة واحدة للفرنسيين دون أن يضحكوا منها. السيدة، وهي التي ورثت حزب فرانسوا ميتران، يا حسرة على اليسار وعلى العباد في الوقت ذاته، انفصل عنها كل اليساريين الحقيقيين وقالوا إنها لا تمثلنا ولا يشرفنا أن نبقى في حزب ترأسه السيدة هيدالغو. المواطن الفرنسي العادي من جهته، أيضا، يسخر من هيدالغو وأشغال باريس التي لا تنتهي ومن محاولات هاته السيدة ارتداء عباءة أكبر منها بكثير، لذلك قرر أن يضع ثقته في عنصري يردد كلاما جد خطير مثل زمور أو في متطرفة تردد كلاما لا يقل خطورة مثل مارين لوبين أو في إبقاء الحال على ما هو عليه والتصويت مجددا لإيمانويل ماكرون، عوض الثقة بسيدة يقول الفرنسيون إنهم يشكون فعلا في صحتها العقلية. ما الذي وقع لليسار في العالم كله؟ وهل هذا الضياع نتاج اندحار الإيديولوجيا فقط، أم هو انعكاس للأعطاب الشخصية التي تمس قادة التنظيمات اليسارية في أنحاء المعمور؟ لا أحد يمتلك جوابا محددا. وحدها الزعيمة نبيلة منيب بعد أن انتهت من تحليل آثار اللقاح الوخيمة على القوم، مرت إلى سيادة المغرب واعتبرت أنها أعطيت لإسرائيل والسلام ختام وكفى.