AHDATH.INFO لا أدري، ولا ندري جميعا في الحقيقة، أي ذبابة لسعت وزير العدل في حكومتنا السيد وهبي، وجعلته ينزل لمستوى الحديث عن التقاشر، ومعرفته بطبيعة جوارب أي مواطن مغربي في هذا الوطن الأمين. لكن حقيقة لابد من بعض الكلام، وإن في الملحوظة عن هذه الخاصية العجيبة التي يتفرد بها وزير العدل لدينا عن نظرائه في أنحاء المعمور. وزير العدل في الدول الأخرى، أو لكي نقتبس لازمة « الإرهاب والكباب » فيلم عادل إمام الشهير والجميل : « في أوربا والدول المتقدمة »، وزير العدل يعرف القوانين عن ظهر قلب، يعرف مشاكل القطاع، يعرف المحاكم وتخصصاتها، يعرف كيفية مواجهة الجرائم القديم منها والمستجد، يعرف آخر الاجتهادات في المحاكم العالمية، يعرف مشاكل الموظفين التابعين له، يعرف ما الذي يعيق العدل من أن يصل إلى إقناع المواطنين في تلك الدول أنه قادر على العدل فعلا بين الجميع، يعرف خصوصيات المجال الذي يشتغل فيه، أو على الأقل - لأنه من المستحيل على إنسان أن يعرف كل شيئ - يعرف أهم هاته الخصوصيات وأبرزها وأكثرها تأثيرا على القطاع الذي يسيره. وزير عدل يعرف شكل « التقاشر » التي يرتديها مواطن في مدينة بعيدة. هذه جديدة. بل لنقل إنها معجزة حقيقية. إذ حتى الأجهزة الأمنية المكلفة بالحرص على سلامة الوطن، وحماية الناس والتي يدخل في صميم عملها اليومي الاطلاع على كل شيء في أرض الوطن، لا تعرف ألوان « تقاشر » كل واحد منا، أو هل تلك « التقاشر » نظيفة أم متسخة، أم مرتداة يوما واحدا فقط وذاهبة للاغتسال، أم هي من النوع الذي يبقى في القدم - أعز الله السامعين ومن قال آمين- حتى يشعر الحذاء المرافق لها بالاكتئاب ويقرر الانتحار، وعندما تغادر ذلك الحذاء يلتحق رفاق صاحب « التقاشر » بالرفيق الأعلى لفرط الروائح غير الزكية التي تصدر عنها. وهبي في هاته فعلا « ذهب بعيدا ». وفي رحلة الذهاب المضحكة هاته، يتيح لنا الفرصة لكي نقول لوزراء السيد عزيز أخنوش، مجتمعين ودفعة واحدة، إن المواطن المغربي لا يطلب منهم أحاديث عن « التقاشر » وعن مثل هاته التفاهات، إذ أمضينا عشرية كاملة نستمع لتهريج شعبوي مللناه ولم نعد قادرين على تحمله مزيدا من الوقت. أنتم في المناصب التي وصلتم إليها لخدمة المواطن كل في القطاع الذي تكلف به، لا أقل ولا أكثر. ورجاء، السادة الوزراء والسيدات الوزيرات، دعوا عنكم « تقاشرنا » وملابسنا الداخلية « في التيقار ». أصلا هذا الموضوع عندما يتم فتحه لا يغلق بسهولة، لذلك رجاء. لنحترم « تقاشر » بعضنا، وبقية الحميميات، لما فيه خير القطاعات التي تسيرونها، فلاقبل لنا بالمزيد من الانحدار نحو الأسفل، وإن كان عبارة غير مسؤولة ندت في لحظة تحمس أمام الناس، وكفى.