سكت دهرا، ليوقع في الأخير شيكا على بياض لفائدة مصطفى الخلفي. هكذا بدت الإشارات التي أرسلها الاستقلاليون أول أمس السبت خلال اجتماع المجلس الوطني للحزب. فبعد الصمت الطويل الذي لازمه طيلة الضجة السياسية والإعلامية التي التي أحدثها إخراج دفاتر تحملات القطب التلفزي العمومي، جعله يكتفي بدور المتفرج، يقرر حزب الاستقلال أخيرا الإعلان عن موقفه بهذا الخصوص. رغم أنه كان مخصصا أساسا للتداول حول مراحل الاستعدادات لمؤتمره القادم، إلا أن موضوع دفاتر التحملات فرض نفسها بقوة على اجتماع المجلس الوطني لحزب الاستقلال، ليتم فتح نقاش حول الدفاتر، كان سمته الأبرز خلو المداخلات من تحفظات حول مضامين دفاتر التحملات. فباستثناء «عتابات ذات نبرة ملطفة» لوزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة لكونه لم يرجع إلى الحكومة من أجل فتح نقاش مشترك وعميق حول الموضوع بين مكونات الأغلبية الحكومية، كما يفرض ذلك ميثاقها، فإن أغلبية المداخلات بالمجلس الوطني، سارت في اتجاه تأييد مضامين الدفاتر، باعتبارها تسعى للحفاظ على الهوية الوطنية وإعمال مبدأ الشفافية في تدبير القطب التلفزي العمومي. ف«لاهوادة في المواضيع المرتبطة بالإسلام المعتدل » يشدد قيادي بحزب علال الفاسي أحد منظري السلفية الجديدة خلال القرن الماضي، مشيرا في اتصال مع «الأحداث المغربية» أن مسألة الهوية خط أحمر بالنسبة لحزب الاستقلال، لذلك يضيف، فإن الحزب لايمكنه أن يعارض إجراءات من شأنها حماية الهوية الدينية واللغوية للمغاربة. كما أن حماية الهوية الدينية واللغتين العربية والأمازيغية لاتعني الانغلاق، يعود ليستدرك القيادي الاستقلالي، في إشارة إلى أن الحزب مع الانفتاح على اللغات والثقافات الأجنبية، مبرزا أن الإشكال المطروح، ليس دفاتر التحملات بقدر ما يرتبط الأمر بالإمكانيات المالية لتمويل الأهداف التي تسعى الدفاتر إلى تجسيدها على أرض الواقع وماهو يجب فتح نقاش مستفيض حوله بين أطراف الأغلبية الحكومية، يخلص نفس المصدر. فيما يتعلق بالبيت الداخلي ومستجدات الاستعدادات الجارية لتنظيم مؤتمره القادم، قال المصدر إنه تقرر عقد اجتماع الخميس القادم لرؤساء ومقرري اللجان الأربعة عشر المتفرعة عن اللجنة التحضيرية وذلك لمناقشة الأوراق التي قامت بإعدادها وذلك قبل الرجوع إليها مجددا خلال اجتماع للجنة التحضيرية التي ستعقد اجتماعا السبت القادم للنظر في بعض الأمور التنظيمية. فيما يخص الوجوه التي ستتسابق نحو رئاسة الحزب خلال الفترة القادمة، أكد نفس المصدر أنه باستثناء عبد الواحد الفاسي الذي عبر عن اعتزامه ترشيح نفسه، لم يعبر شخص غيره عن نفس الرغبة حتى الآن، يضيف القيادي الاستقلالي غير مستبعد مباشرة مشاورات بين قيادات وأطر استقلالية شابة بعد تقديم أوراق اللجان من أجل فتح نقاش حول الموضوع.