AHDATH.INFO عبر رئيس مقاطعة الحي المحمدي بالدارالبيضاء يوسف الرخيص في لقاء حول التنمية الثقافية عن استعداده لاستقبال كل أفكار جديدة ومشاريع قابلة للتنفيذ للدفع بعجلة التنمية الثقافية، مؤكدا أن الحي مقبل على عهد جديد للمساهمة في الاهتمام بالفعل الثقافي. واحتضنت الخزانة البلدية للحي المحمدي الحوار الثقافي لجمعية الشعلة حول دور الجماعات المحلية في التنمية الثقافية أمس السبت. اللقاء الذي نشطه كل من الأستاذ سعيد هبال والمسكيني الصغير عرف حضورا مهما لفعاليات ثقافية وجمعوية وفنية من أبناء الحي والتي انتقدت الوضع الثقافي للمنطقة. وتأسف رئيس مقاطعة الحي للمشاكل المسجلة على مستوى الوعاء العقاري متعهدا بحلها، ومؤكدا أنه في تواصل حول هذا الموضوع مع مجلس المدينة. وعبر يوسف الرخيص عن أهمية مقترحات المجتمع المدني الخاصة بعقار كريان سنطرال، الذي يعتبر ملكا أصليا للحي المحمدي، في الوقت الذي يضعه التقسيم الادار ي على الورق في تراب مقاطعة عين السبع. وثمن الرخيص مخاوف الجمعيات من السطو على العقار وتحويله إلى مجتمع إسمنتي عوض تخصيصه للفضاءات الخضراء وجعله متنفسا لأبناء الحي. وعبرت عدد من الجمعيات عن استعدادها لتنفيذ حملة باسم المجتمع المدني للترافع حول عقار كريان سنطرال. من جهته أكد سعيد هبال في بداية مداخلته على ضعف الاهتمام بالمجال الثقافي في بلادنا، وتساءل عن مدى انعكاس التشريعات على مساهمة الجماعات في التنمية الثقافية المحلية، موضحا أن الجماعة ليست مجرد اسمنت وجدران ولكن من الضروري الاهتمام بالجانب الثقافي من خلال بناء الإنسان.. وهو ما يغيب عن ثقافتنا السياسية، يقول هبال، مشيرا إلى أن التشريعات تنص على ضرورة إحداث البنيات أولا لاحتضان الفعل الثقافي. ودعا هبال إلى دعم جمعيات المجتمع المدني التي تشتغل بجدية والاهتمام بالجمعيات ذات الاختصاص في مجالات عمل بعينها. من جهته أكد المسكيني الصغير على مكانة الحي المحمدي التاريخية وتميزه على المستوى الثقافي والفني. وأشار إلى أن هذه المنطقة تختزل ثقافة مختلف جهات المغرب. واعتبر الصغير أن دور الجماعات في التنمية الثقافية جزء لا يتجزأ في المكون الأساسي لتطوير الانسان. وبعد أن عرج على تحديد مفاهيمي للثقافة والتنمية استعرض الصغير عددا من المعيقات التي تكبح التنمية الثقافية بدءا بالمعيقات الخارجية، وذلك عندما تكون الثقافة المحلية تابعة لثقافات أخرى كالتأثر بالثقافات الاستعمارية التي لا يهمها تكوين الانسان بل تكريس التبعية. وفيما يخص المعوق الداخلي ركز الصغير على النظرة الكابحة لتطور الثقافة المحلية عن طريق التسيير مثلا، وهو ما يجعلها جامدة لا تساهم في التطور الانساني. وقال المسكيني الصغير: "أعتقد ان المسؤولين يخافون من الثقافة في شقها الإبداعي، فينظرون إلى المسرح بنوع من الريبة". أما على مستوى البنيات فقد أكد أنه لا يمكن للفنون أن تزدهر دون تهييء بنيات تحتية من مسارح ومركبات ثقافية. ويرى أنه من الضروري إنشاء بنيات تليق بالحي وبإشعاعه وبقيمة رجالاته، داعيا إلى رفع الحكرة عن الحي المحمدي.