أكد مشاركون جمعويون وحقوقيون في لقاء، نظم مؤخرا بالدارالبيضاء، أن الحي المحمدي يزخر بعدد من الفضاءات التاريخية والمعمارية والثقافية التي ينبغي حمايتها حفظا للذاكرة الجماعية لهذا الحي. وأضاف المتدخلون في هذا اللقاء، الذي تم خلاله تقديم نتائج مشروع «آثار الفضاءات، تاريخ وذاكرة الحي المحمدي»، أن هذه الفضاءات تشكل جزءا من الذاكرة الحية للمغاربة بشكل عام ولساكنة الحي بشكل خاص، مبرزا أن هذه الفضاءات تتوزع على عدد من مناطق الحي المحمدي ككاريان سنطرال، ومعمل «الشابو»، و»البوطوار»، ومعتقل درب مولاي الشريف، والدارالعالية، ومدرسة السعديين وسينما شريف، واعوينة شامة، وقشلة جانكير، وسينما السعادة. وأبرزوا أن مشروع «آثار فضاءات الحي المحمدي، تاريخ وذاكرة»، الذي تنجزه جمعية الدارالبيضاء الذاكرة (كازا ميموار) في إطار برنامج جبر الضرر الجماعي، يسعى إلى إعادة الاعتبار لذاكرة هذا الحي البيضاوي العريق، والاعتراف بفضاء كريان سنطرال الحي المحمدي، وبشرائحه الاجتماعية وما يزخر به من معالم تاريخية واجتماعية وسياسية وثقافية. وقال عبد الرحيم قاسو، عضو جمعية «الدارالبيضاء الذاكرة» بالمناسبة،إن هذه التظاهرة تشمل تقديم معالم من ذاكرة وتراث الحي المحمدي من خلال كتاب «جوانب من ذاكرة كريان سنطرال الحي المحمدي بالدارالبيضاء في القرن العشرين»، الذي قام بإعداده الباحث نجيب التقي، مشيرا إلى أن هذا الكتاب يندرج في إطار مشروع «آثار فضاءات الحي المحمدي: تاريخ وذاكرة وتراث» الذي تنجزه الجمعية ضمن برنامج جبر الضرر الجماعي. وأضاف قاسو أن هذا الكتاب، الذي هو عبارة عن مونوغرافيا تاريخية، ينقسم إلى ثلاثة أجزاء تتناول على التوالي، فضاء كريان سنطرال في فترة الحماية، وحركة المقاومة والعمل الوطني خلال الحماية، ومعتقل درب مولاي الشريف في فترة الاستقلال، مشيرا إلى أن هذا الكتاب يندرج ضمن منشورات المشروع الذي تنجزه الجمعية بشراكة مع جمعيتي مبادرة حضرية ومنتدى السعادة، وبدعم من المجلس الوطني لحقوق الإنسان ومؤسسة صندوق الإيداع والتدبير والاتحاد الأوربي. وذكر قاسو أنه إلى جانب تقديم هذا الكتاب، تشمل هذه التظاهرة عرض فيلم وثائقي عن الحي المحمدي، الذي أنتجته الجمعية ضمن هذا المشروع، الذي يندرج في إطار تفعيل توصيات هيأة الإنصاف والمصالحة المتعلقة بجبر منطقة الحي المحمدي.