AHDATH.INFO أطلق عدد من السياسيين والنشطاء على مواقع التواصل المنضوين تحت ما يسمى "ائتلاف مواطنين"، عريضة يطالبون فيها الحكومة بمراجعة قرار فرض "جواز التلقيح" دون سابق إشعار ودون نقاش، أو تعليق العمل به لمدة شهرين، وذلك للسماح للمواطنين الراغبين في التلقيح بالقيام بذلك خلال فترة زمنية واضحة ونهائية، كي يتحمل كل واحد مسؤوليته.
وانتقد الائتلاف نقص التواصل من طرف الحكومة وعدم احترام مخاوف بعض المواطنين مما جعل من القرار مدخلا للقلق والازعاج مع التخوف من خطر عدم الالتحاق بوظائفهم، أو المنع من ولوج الإدارة للضرورات، أو ولوج وسائل النقل العمومي، إلى جانب خطر الازدحام الذي ستعرفه مراكز التلقيح خلال الايام القادمة بسبب القرار المفاجئ، ما يهدد بنقل العدوى ويهدد صحة المواطنين. وأشار الائتلاف الذي يضم كلا من نبيل بن عبد الله (الامين العام لحزب التقدم والاشتراكية) و نبيلة منيب (عضو مجلس النواب والأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد)، و أمينة ماء العينين (نائبة سابقة وعضو حزب العدالة والتنمية)، أن تقسيم المواطنين دون سابق إشعار بين ملقحين وغير ملقحين يهدد بعدم مسايرة الميثاق الاجتماعي الجديد الذي أقره جلالة الملك والذي أتاح لجميع المواطنين المغاربة والمقيمين في المغرب الاستفادة من مجانية التلقيح وجعله اختياريا. كما سيكون لشعور الاستياء والمعاملة غير المتكافئة تأثير معاكس وسيعززان الإحساس بالظلم وعدم احترام الحق في اختيار التلقيح من عدمه. وأعلن الائتلاف أنه من حيث المبدأ، لا يعارض "جواز التلقيح" عندما يفي بالمتطلبات الوبائية أو الاجتماعية أو الاقتصادية، ولكن بعد أخذ الوقت الكافي للقيام بالتوعية والتحسيس اللازمين لإقناع غير الملقحين، أو مرافقة الذين لا يستطيعون الخضوع للتلقيح، داعيا إلى نقل النقاش إلى البرلمان من أجل الاستماع إلى الشرائح المختلفة من المواطنين، بما في ذلك العلماء والمتخصصين، لاعتماد نهج قائم على معطيات وبائية موضوعية للصحة العمومية، قصد حماية المجتمع بطابع اجتماعي مقبول. واستغرب الائتلاف تقييد حرية المواطنين والتضييق عليهم دون إبلاغهم خلال آجال زمنية معقولة، ما يحرمهم الحق في التنقل أو ولوج الأماكن العامة بسبب اختياراتهم الحرة، أو لمجرد عدم تمكنهم من التلقيح لأسباب طبية (الحساسية، موانع التلقيح، ...) أو لأسباب أخرى. وضم الائتلاف أسماء من مجالات مختلفة، من بينها الروائية والباحثة في التاريخ منى هاشم، وأستاذ الأوبئة والامراض المعدية، جعفر هيكل، والصيدلي المناهض لتلقيح الاطفال أنس فيلالي، والمخرج محسن البصري.