AHDATH.INFO يبدو أن حدة الانقسام الداخلي لحزب العدالة والتنمية، والتي طالما وصفها العثماني ب"النقاش الداخلي الصحي"، ضدا على كل التوصيفات، مستمرة بنفس الوتيرة، لكن هذه المرة ضمن إطار جديد أسقط نبرة العثماني المتفاؤلة ضدا على معطيات الميدان الحزبي، وفقا لما تخطه القيادية المثيرة للجدل، آمنة ماء العينين، التي اعتادت التغريد خارج سرب المصباح في محاولات لإسماع أصوات "معارضة الداخل الحزبي". ماء العينين بدت غير متفائلة بأجواء النقاش الحزبي الذي يحاول تقديم قراءات لنتائج الانتخابات الأخيرة في أفق المؤتمر الاستثنائي المقبل، والذي راهنت عليه في خرجاتها التي تلت الإعلان عن النتائج الانتخابية التي أطفأت وهج المصباح بشكل فاق أكثر التوقعات تشاؤما، كي يعيد الحزب ترتيب بيته الداخلي تحت قيادة تتمتع بالكاريزما المطلوبة، لتطرح السؤال "من يكون الأمين العام المقبل؟"، وهو السؤال الذي قرنت إجابته بالربط بين الشخص والمنصب والهدف المنتظر من الاختيار. وفي الوقت الذي يفضل "إخوانها" إبقاء النقاشات داخلية، لم تتردد ماء العينين في الكشف عن ملامح استمرار الانقسام الداخلي بسبب شخص عبد الاله بنكيران، الذي تزعج فرضية عودته للواجهة قيادات من المصباح، وقالت القيادية "بديهي أن يحضر اسم عبد الإله بنكيران بقوة في مرحلة تراجع الحزب سياسيا وانتخابيا، فاسمه مرتبط عند جيل بكامله بالاشعاع السياسي والنجاح والتفوق الإنتخابي، إضافة إلى كاريزما القيادة والحضور السياسي والقدرة على إدارة الأزمات، الشيء الذي افتقده الحزب طيلة الفترة السابقة". وانتقدت ماء العينين محاولات اخوانها في الحزب تحميل بنكيران جزء من مسؤولية ما جرى، مشيرة أنه لم يشرك في اتخاذ قرارات المرحلة السابقة منذ "إبعاده"، مذكرة بأصوات وزراء من الحزب هددوا بالاستقالة في حال استمر في التعبير، واعتبرت ماء العينين أن "إخوانها" في الحزب الذين يتبنون هذا الطرح يحاولون اختلاق تقاطبات عرفها الحزب سابقا خلال نقاش "الولاية الثالثة"، محذرة من أن سياق ما بعد هزيمة الحزب مختلف والمعطيات لا تترك مجالا لما وصفته بللإختلاف والتقاطب الوهمي". وجددت ماء العينين انتقادها للقيادات التي اختارت لسنوات صم آذانها أمام الانتقادات الداخلية للحزب، مشيرة أن منتقدي الحزب المخلصين تعرضوا للإقصاء والتهميش والتحامل، مشيرة أنهم اختاروا الاستمرار داخل الحزب بدل تغييرا المواقع والاصطفاف مع المطبلين. وكما كان تشخيصها في السابق واضحا من أن الحزب يمر بأسوأ مراحله ما بين الحياة والموت داخل الانعاش، حذرت ماء العينين مجددا من كونه يعيش أسوأ أزماته التي يتمنى المخلصون بداخله ألا تعصف به، وفي قراءة لنوايا من خبر كيف تصنع الاصطفافات، طالبت القيادية البيجيدية من "المنتفعين" مغادرة الحزب في صمت وترك المشروع للشباب.