AHDATH.INFO عكس العديد من القطاعات، رياح التعافي تهب على قطاع صناعة النسيج والألبسة. يأتي ذلك بعد فترة صعبة اتسمت بشبه شلل عاشه القطاع، الذي يعد المشغل الأول في الصناعة المغربية. يوم الخميس 15 يوليوز، ورغم أن اللقاء كان مخصصا للحديث عن المعرض الذي ستقيمه الجمعية المغربية لصناعة النسيج والألبسة، في نونبر المقبل بالجديدة إلا أن ذلك كان أيضا فرصة لاستعراض وضعية القطاع، خلال الأزمة الأخيرة، والآفاق التي يريدها المهنيون بالنسبة لهذه القطاع التصديري بامتياز. بالنسبة لمحمد بوحبوح، رئيس الجمعية، يعيش القطاع تحولا تاريخيا على مختلف المستويات. صحيح أن الأزمة الأخيرة المرتبطة ب"كوفيد"، لم تكن متوقعة، وجاءت بعد وقت قصير نسبيا مع مجيء القيادة الجديدة للجمعية، لكن القطاع عرف كيف يتكيف مع الأزمة رغم الإكراهات، وخير مثال على ذلك التعبئة التي انخرط فيها المهنيون من أجل إنتاج الكمامات، في الوقت الذي عانت من خصاص في هذا المجال، هذا دون الحديث عن الصمود الذي أبان عنه القطاع بسبب المنافسة، هذا دون الحديث عن المعركة التي تم خوضها تجاه المنافسة غير المتكافئة مع تركيا. لكن القطاع الذي أبان عن تكيف لافت خلال الأزمة الأخيرة، رسم استراتيجية ورؤية جديدتين لجعل القطاع أكثر عصرنة مع استثمار الإمكانيات الهائلة التي تتيحها تكنولوجيات المعلومات والرقميات، كما أنه هناك تحديا آخر يرتبط بسن رسم الكربون في سنة 2023، وهو ما يمثل فرصة لتعزيز تنافسية القطاع، لاسيما على مستوى الوجهة الأوروبية التي تعد المستورد الأول للقطاع، حسب بوحبوح. يأتي ذلك في الوقت الذي عاش القطاع شبه شلل خلال الأشهر الخمسة الأولى من سنة 2020، تقول فاطمة الزهراء العلوي المديرة العامة للجمعية، مشيرة إلى أنه بسبب الجائحة تراجع القطاع بنسبة 34 في المائة، مقارنة بالفترة ذاتها من سنة 2019. ومع تخفيف الإجراءات الصحية بالقارة الأوروبية، سرعان ما بدأت الطلبيات تنهال على المنتجات المغربية، لتسجل الصادرات المغربية من النسيج والألبسة، استنادا إلى معطيات مكتب الصرف ارتفاعا قويا خلال الأشهر الخمسة من سنة 2021 بنسبة 47.2 في المائة مقارنة من الفترة ذاتها من السنة الماضية، فيما ارتفع رقم معاملات القطاع إلى أزيد من 11 مليار درهم خلال الفترة ذاتها. لكن إذا كانت الأشهر الخمسة الأولى من 2020 للنسيان، ولا يمكن اعتبارها مرجعا بالنظر إلى استثنائيتها، فإن المقارنة يتعين أن تكون مع الفترة ذاتها سنة 2019. في هذه الحالة، تضيف المتحدثة ذاتها، لم يتراجع القطاع مع متم شهر ماي الماضي إلا بنسبة 4 في المائة، مقارنة مع الأشهر الخمسة الأولى من السنة ما قبل الماضية، مما يؤشر على القطاع في طريقه لاستعادة وتيرته العادية خلال سنة 2021، ما لم تقف إجراءات إغلاق جديدة في الطريق. على ضوء هذه النبرة المتفائلة، تستعد الجمعية لتنظيم معرضها يومي 24 و25 من شهر نونبر المقبل بالجديدة، وذلك بعد غياب لسنتين. فمعرض "صنع في المغرب"، وكما يبد وذلك من هندسته الجديدة وأروقته وشعاره، تريده الجمعية كمحطة لانطلاقة جديدة نحو المستقبل، لكن كذلك محطة لتحقيق الاستدامة في سياق انخراط الجمعية في البعد البيئي، الذي يمثل اليوم عاملا لا محيد عنه من أجل الولوج إلى الأسواق الدولية. من هذا المنطلق تم اختيار "دايم" كشعار للدورة المقبل، تشدد الجمعية.