تفيد توقعات أن الأضرار التي لحقت بصادرات النسيج والألبسة المغربية، بسبب الأزمة العالمية، وتراجع الطلب الدولي، تتقلص، اعتبارا من النصف الثاني من السنة الجارية، مقارنة مع ما كان عليه الوضع في الشهور الماضية.المنتوجات المغربية مطلوبة في إسبانياوفرنسا وبريطانيا (خاص) وكشفت أرقام أن طلبيات بعض البلدان الأوروبية، وعلى رأسها بريطانيا، ارتفعت ب 5 في المائة، و2 في المائة، بالنسبة إلى الطلبيات الإسبانية، في حين تظل طلبيات البلدان الأخرى ضعيفة. وسجلت صادرات المغرب من النسيج والألبسة إلى البلدان الأوروبية الرئيسية الخمسة (فرنسا، وإسبانيا، وإيطاليا، وألمانيا، والمملكة المتحدة)، تراجعا بنسبة 15.2 في المائة، في الفصل الأول من 2009، حسب ما أفاد الاتحاد العام لمقاولات المغرب، في نشرته الأخيرة. وكان قطاع النسيج والألبسة في المغرب، خصوصا الوحدات المتخصصة في التصدير، فقدت، منذ بداية الأزمة العالمية، في أكتوبر 2008، ما يناهز 11 ألف منصب شغل، حسب ما صرح به المشغلون لصندوق الضمان الاجتماعي، في حين يتوقع أن تفقد الوحدات الصناعية العاملة في القطاع غير المهيكل، عشرات الآلاف من المناصب. وتراجعت الصادرات من الملابس الجاهزة نحو الأسواق التقليدية، لاسيما فرنسا، وفرنسا، وإيطاليا، وبريطانيا، بحوالي 20 في المائة، في وقت ينتظر أن ينخفض التراجع في النصف الثاني من 2009، على اعتبار أن الوحدات العاملة حاليا، تنتج بناء على طلبيات سابقة، حسب ما صرح به نائب الاتحاد العام لمقاولات المغرب، أخيرا. وكانت إحصائيات مكتب الصرف للأشهر الثلاثة الأولى من السنة الجارية، أفادت أن صادرات الملابس الجاهزة سجلت تراجعا بنسب تتراوح بين 12 في المائة و81 في المائة. وكان مكتب الصرف قال إن الصادرات انخفضت بنسبة 4.4 في المائة، و16.1 في المائة على التوالي، سنة 2008. وقال المصدر إن المبيعات في الخارج، خصوصا في الأسواق الأوروبية، بلغت 18.7 مليار درهم، مقابل 20.5 مليار درهم، في السنة السابقة. وحسب دراسة قدمت خلاصتها، أخيرا، في طنجة، بمناسبة معرض "موضة المغرب"، يعاني قطاع النسيج والألبسة بعض مواطن الضعف، كما يتميز، في الوقت ذاته، ببعض نقاط القوة. في هذا الصدد، أكدت الدراسة، التي أنجزها المعهد الفرنسي للموضة، لفائدة الجمعية المغربية لصناعات النسيج والألبسة، (أميت)، أن المغرب يتوفر على "مزيج جيد من مزايا عدة، تجعله وجهة مفضلة لعدد من كبار المصنعين الأوربيين، كما وقدرته على ولوج الأسواق الأوربية". وأوصت الدراسة المصنعين المغاربة بتعزيز نشاطهم في مجال صناعة الموضة، والفساتين على وجه الخصوص، التي حافظت على حصتها من السوق الأوربية (8 في المائة) رغم تراجع حجم الاستهلاك أوروبيا. ومنذ بداية السنة الجارية، تمكن قطاع النسيج والألبسة المغربي من مواجهة الأزمة، التي أثرت على القطاع عالميا، إذ شهد صادراته تراجعا طفيفا (ناقص 3 في المائة) نحو بلدان الاتحاد الأوربي، مقابل انتكاسة صادرات بلدان منافسة بحوض الأبيض المتوسط، مثل تونس (ناقص 16.3 في المائة)، وتركيا (ناقص 14.8 في المائة).