اجتمع عدد من صناع النسيج والألبسة بشمال المغرب، أمس الثلاثاء بمدينة طنجة، خلال الجمع العام العادي لفرع الشمال ل "الجمعية المغربية لصناعات النسيج والألبسة". وخصص حيز مهم من هذا الجمع العام الذي تم خلاله المصادقة على التقريرين الأدبي والمالي للسنة الماضية، لتدارس وضعية قطاع النسيج والألبسة بالجهة في ضوء المعطيات الجديدة للسوق الدولية وآفاق نمو القطاع مستقبلا. وأبرز متدخلون خلال هذا اللقاء أن الأزمة العالمية ما زالت ترخي بظلالها على القطاع بالمغرب، إذ تقلصت الصادرات المغربية، بشكل طفيف، مقارنة مع صادرات بلدان متوسطية منافسة في هذا المجال. وقد شهدت صادرات المغرب من النسيج والألبسة خلال الثلاثة أشهر الأولى من السنة الحالية تراجعا قدره 3 في المائة مقارنة مع الفترة ذاتها من السنة الماضية، مقابل هبوط نسبته 16.3 بالنسبة إلى تونس و 14.8 في المائة بالنسبة إلى تركيا. وتعد جهة طنجة- تطوان التي تحتضن 274 شركة متخصصة في صناعة النسيج والألبسة "50 في المائة من النسيج الصناعي المحلي"، الأكثر تأثرا في المغرب من تراجع الطلب العالمي على صناعات النسيج والألبسة، إذ تصدر سنويا منتجات تتراوح قيمتها بين 6 و6.5 ملايير درهم. وبخصوص آفاق القطاع بالجهة، أعلن رئيس فرع الشمال للجمعية كمال مزاري أن الشركة الإسبانية "أنديتيكس" التي تملك عددا من العلامات التجارية الدولية، ستفتتح قريبا مقرا لها بمدينة طنجة، خصوصا مع برنامجها الرامي لتطوير تعاملاتها مع المقاولات المغربية لتبلغ إنتاج 350 مليون قطعة سنويا بالمغرب، بدل 70 مليون قطعة المنتجة حاليا "50 في المائة منها بمدينة طنجة". كما تطرق إلى مشروع إنشاء منطقة "نسيج ميد" بالقرب من المركب المينائي طنجة- المتوسط على مساحة تقارب 200 هكتار، والذي يعد مشروعا رائدا لضمان استمرار القطاع وتميزه"من أجل استقبال العلامات الدولية وشركات التموين في قطاع النسيج والألبسة. من جهة أخرى، أشار عدد من المتدخلين خلال هذا الجمع العام إلى ضعف استفادة المقاولات المستقرة بالمنطقة من البرامج المركزية لمواكبة المقاولات على تطوير هياكلها ونشاطها، داعين أرباب المقاولات إلى الاستفادة من هذه البرامج الهادفة إلى تطوير النسيج الصناعي بالمغرب. وأشاروا، في هذا الصدد، إلى أن الجمعية تروم بالتعاون مع الوكالة الوطنية للنهوض بالمقاولات الصغرى والمتوسطة مواكبة50 مقاولة في إطار برنامج "امتياز"و400 مقاولة في إطار برنامج "مساندة"في أفق سنة2012. بخصوص مواكبة المقاولات على تجاوز تبعات الفيضانات التي شهدتها المنطقة الصناعة لمدينة طنجة خلال السنة الماضية، أبانت إحصاءات قدمت خلال هذا اللقاء إلى أنه من بين 74 مقاولة يحق لها الاستفادة من الدعم الذي خصصته الدولة، لم تضع سوى 48 مقاولة ملفات التعويض إلى غاية 15 شتنبر الماضي، تمت معالجتها بالكامل.