AHDATH.INFO اوسلو, 17-6-2021 (أ ف ب) - هل سيقاطع المهاجم الدولي النروجي إرلينغ براوت هالاند وزملاؤه مونديال قطر 2022؟ سؤال ستتم الاجابة عنه الاحد حيث ستحسم الجمعية العمومية للاتحاد النروجي قرارها عن طريق إجراء تصويت، على خلفية تنديد بعض أطراف اللعبة بظروف شاقة يعاني منها العمال الأجانب في الدولة الخليجية. وفي حال نجحت في التأهل إلى النهائيات، قد تصبح النروج أول دولة تقاطع المونديال القطري المقرر اقامته العام المقبل من 21 تشرين الثاني/نوفمبر حتى 18 كانون الأو ل/ديسمبر. يقول المتحدث باسم تحالف المشجعين النروجيين أولي كريستيان ساندفيك مستعينا بعبارة تناقلتها العديد من الأصوات المعارضة أن اللعب في قطر "كمن يلعب في مقبرة". وكان نادي ترومسو إيل من الدرجة الأولى النروجية دعا في شباط/فبراير الماضي إلى مقاطعة مونديال قطر، وقال "لا يمكننا أن نبقى مكتوفي الأيدي في وقت تموت الناس باسم كرة القدم". وباتت الدولة النفطية الصغيرة عرضة لانتقادات من العديد من المنظمات غير الحكومية، على خلفية تعاملها مع العمال الأجانب القادمين من قارتي إفريقيا وآسيا للعمل في بناء مرافق وملاعب المونديال. وبخلاف ما يتم تداوله، تؤكد السلطات في العاصمة الدوحة أنها بذلت جهودا جبارة، وأكثر من أي دولة في المنطقة، بهدف تحسين ظروف العمل للعمال الأجانب. ويشرح أحد المبادرين لحركة المقاطعة توم هوغلي، وهو لاعب محترف سابق بات مسؤولا عن العلاقات العامة في نادي ترومسو إيل لوكالة فرانس برس "ليس هناك شك في أن كأس العالم هذه لم يكن يجب أن ت منح أبد ا" إلى قطر. ويتابع "الظروف هناك مروعة وقد توفي كثيرون". وتكبر كرة الثلج الخاصة بحركة ترومسو في النروج حيث تسيطر الديمقراطية على عمل الأندية، وتحت كاهل هذه الضغوطات علت أصوات العديد من الأندية لتتحد خلف كلمة "كلا"، في اشارة إلى مقاطعة المشاركة في مونديال قطر. وبحسب المتحدث باسم تحالف المشجعين النروجيين أولي كريستيان ساندفيك، فقد كان بالإمكان تلافي حالات الوفيات في المنشآت "في حال امتنعوا عن تشييد الفنادق، خطوط السكك الحديدية والملاعب". ويشير آخر احصاء نشر في صحيفة "في جيه" الاربعاء، إلى أن نروجي من أصل إثنين (نسبة 49 في المئة) يوافقون على مقاطعة المونديال، مقابل 29 في المئة يعارضون الفكرة. وتصب رغبة المنتخب النروجي ضمن خانة المستطلعين مع عدم المشاركة. وتعبيرا عن رفضهم لما يحصل في قطر، يرتدي نجم المنتخب هالاند وقائده مارتن أوديغارد وباقي أعضاء الفريق قمصانا كتب عليها "حقوق الانسان داخل وخارج الملعب"، وهي شعارات لاقت صدى إيجابيا عند منتخبات مثل ألمانيا وهولندا والدنمارك التي نددت بدورها بما يحصل. في المقابل، فض ل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" التشديد على التطورات الاجتماعية التي سمح بها تنظيم كأس العالم في الإمارة، بدلا من السلبيات. وقال رئيس الاتحاد الدولي للعبة السويسري جاني إنفانتينو في آذار/مايو الماضي "نعلم أنه لا يزال هناك عمل يتعين القيام به، لكن يجب أن نقد ر التقدم الكبير الذي تم إحرازه في فترة زمنية قصيرة للغاية". ويعارض الاتحاد النروجي للعبة فكرة مقاطعة المونديال القطري، على الرغم من خيبة أمله من خيار الإمارة الصغيرة استضافة العرس الكروي. قال رئيس الاتحاد المحلي تيري سفندسن: "ليست الأداة الصحيحة لتحسين حالة حقوق الإنسان أو ظروف العمل في قطر". وبحسب الاتحاد، بامكان أن تبلغ خسائر مقاطعة المونديال قرابة 20 مليون يورو للكرة النروجية تحت شكل غرامة وتعويضات وخسارة إيرادات. وبسبب الازعاج الذي تسببه هذه المسألة، أعاد الإتحاد الوطني الكرة إلى ملعب الجمعية العمومية التي تضم الأعضاء الثمانية في لجنته التنفيذية وممثلي 18 منطقة ومئات أندية المحترفين والهواة، ودعا إلى مؤتمر استثنائي الأحد من أجل التصويت على حسم المسألة. وستستند المناقشات إلى استنتاجات لجنة الخبراء التي نادت، باستثناء اثنين من ممثلي المؤيدين، ضد المقاطعة. واشار رئيس اللجنة التنفيذية سفين موليكلييف إلى انه "لكي تنجح المقاطعة، يجب أن يكون لديك كتلة منتقدين قوية، ومعارضة تدعو إلى ذلك في البلاد والأمم المتحدة التي تمارس ضغوط ا على السلطات، وعالم الأعمال والنقابات والمجتمع المدني الذي يبذل جهد ا طويلا ، وضغوطات على المدى البعيد". وتابع "من الناحية التاريخية، كانت هناك نجاحات قليلة". وأوصت اللجنة، بدلا من قرار المقاطعة، باتخاذ 26 إجراء تهدف إلى تعزيز وتوسيع التقدم الملحوظ في قطر، ولكن أيض ا لمساعدة "فيفا" على الحماية من "الغسل الرياضي" (غسل سمعة دولة من خلال حدث رياضي كبير). وتحتل النروج، التي لم تشارك في بطولة دولية كبرى منذ "يورو 2000"، المركز الرابع في المجموعة السابعة من التصفيات المؤهلة لمونديال قطر، برصيد 6 نقاط من فوزين وخسارة، خلف تركيا (7) وهولندا ومونتينيغرو (6 لكل منهما).