وجه الدولي الألماني طوني كروس لاعب ريال مدريد الاسباني انتقادات حادة لدولة قطر في أعقاب الوقفات التضامنية لمنتخبات أوروبية عدة خلال التصفيات المؤهلة لمضيفة مونديال 2022، دعما لعمال منشآت التي ستقام للمرة الأولى في الشرق الاوسط ودولة عربية. وقال كروس في المدونة الصوتية (بودكاست) الخاصة به "اينفاخ مال لوبين" والذي يقدمها رفقة شقيقه فيليكس "أعتقد أن منح حق استضافة كأس العالم لقطر لم يكن أمرا جيدا لأسباب عدة". وتابع لاعب خط الوسط أن "السبب الأول هو ظروف العمال (...) ومن ثم حقيقة أن المثلية الجنسية يعاقب عليها في قطر، وأيضا أنها ليست دولة كرة قدم". وأردف اللاعب المتوج مع ال"مانشافت" بكأس العالم 2014 في البرازيل "العديد من العمال القطريين، ولكن أيضا الأجانب، يعملون من دون فترة استراحة في درجات حرارة تصل الى 50 درجة مئوية (...) يعانون أحيانا من نقص في الطعام والمياه وهو أمر جنوني في ظل هذه الدرجات". وتابع ابن ال31 عاما "لا يملكون تغطية صحية وهناك بعض العنف تجاه هؤلاء العم ال. هذه الأمور غير مسموح بها بتاتا ". من النرويج الى ألمانيا وبلجيكا وهولندا والدنمارك، قررت منتخبات أوروبية عدة أن تكون أولى مبارياتها في تصفيات مونديال قطر منصة من أجل توجيه رسالة احتجاجية على وضع العاملين في المنشآت. ووسط الانتقادات الموجهة إليها من قبل منظمات حقوقية ومزاعم بوفاة الكثير من العاملين الأجانب في المنشآت، كانت النروج أول المنتخبات المبادرة الى توجيه رسالة احتجاجية من خلال ارتداء إرلينغ هالاند ورفاقه قمصانا كتب عليها بأحرف سوداء "حقوق الانسان، داخل الملعب وخارجه" أثناء عزف النشيدين الوطنيين قبل المباراة ضد جبل طارق الأربعاء. وتكرر المشهد ذاته في اليوم التالي خلال مباراة ألمانيا، بطلة العالم أربع مرات، مع صورة تم نشرها على نطاق واسع على الشبكات الاجتماعية تظهر اللاعبين ال11 للتشكيلة الأساسية واقفين على أرضية الملعب قبل المباراة ضد إيسلندا وعلى قميص كل واحد منهم أحد الأحرف ال11 لكلمة "حقوق الإنسان" باللغة الإنكليزية. وواجهت قطر انتقادات بسبب معاملتها العاملين الاجانب الذيين ينخرط العديد منهم في العمل في المنشآت المونديالية، حيث اتهم نشطاء المسؤولين بإجبارهم على العمل في ظروف خطرة. وأكدت السلطات القطرية مرارا أنها بذلت جهودا أكثر من أي دولة أخرى في المنطقة لتحسين ظروف العمال الأجانب. وقال مسؤول قطري لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته الأربعاء إن "قطر تدعم بشكل كامل لاعبي كرة القدم والاتحادات التي تستخدم مواقعها من أجل الترويج لحقوق الإنسان. أما انتقاداتهم بشأن كأس العالم 2022 هي في غير محل ها". وتابع "أحرزت قطر تقدما ملموسا في الإصلاحات في قطاع العمل وأظهرت التزامها بمواصلة ذلك بالتعاون مع شركائها الدوليين. واعترفت منظمة العمل الدولية والنقابات العمالية والمنظمات غير الحكومية بالتقدم الذي أحرزته دولة قطر". وأكد "ما من شك أن قطر تتقدم في الإصلاحات وهي مصممة على جعل الإصلاحات في قطاع العمل جزءا رئيسيا من إرث كأس العالم 2022". من جهته، شرح كروس لماذا يعارض مقاطعة العرس العالمي معتبرا ان على لاعبي كرة القدم استخدام مواقعهم من أجل الدعوة الى التغيير في قطر. ورأى أن "مشاهدة كأس العالم قد تجذب المزيد من الانظار لهذه المشاكل"، مضيفا أن "المقاطعة ربما لن تغير الكثير بشأن وضع العمال هناك". وغاب كروس عن مباريات منتخب بلاده في التصفيات المؤهلة لكأس العالم خلال الاسبوعين المنصرم والحالي بسبب إصابة في فخذه.