AHDATH.INFO بشاعة الجريمة التي راح ضحيتها الشاب زهير بمدينة آسفي، لم تكن حكرا على الطريقة الهمجية التي حرص فيها الجاني على إظهار أكثر الجوانب البشرية ظلمة وهو ينكل بجثة ممدة بجانبه داخل سيارة الإسعاف، بل تمتد البشاعة إلى "جبن" عشرات المتواجدين بالمكان الذين اختاروا التفرج والتسابق على توثيق ما يقع دون أي محاولة لوقف الجاني عن التمادي في إظهار وحشيته. الفيديو المتداول لآخر لحظات التنكيل بالضحية زهير، يظهر أن الجاني قد دخل في حالة إنهاك مما يجعل التدخل متاحا على عكس حالة هيجانه الأولى التي تحجج بها العشرات لتبرير عدم قدرتهم على الاقتراب، وما فنذ هذه الروايات هي وجود سيدة تمكنت بالفعل من مواجهة الجاني ووجهت له العديد من الضربات رفقة والدتها التي أحضرت حبلا وطلبت من الحضور ربطه لإعاقته تحركه لحين حضور الشرطة، لكن استغاثتها لم تجد أي تجاوب من المتفرجين. تسليط الضوء إعلاميا على هذه الشابة ووالدتها، مع ظهور شاهدة أخرى تحدثت بحسن نية عن ما رأته بالتفصيل مع ذكر أسماء عدد من المتورطين بوجه مكشوف لعدد من المواقع الإعلامية والصفحات، جعلهن تحت مرمى التهديدات من طرف معارف الجاني ومعارف بعض المتورطين الذين توعدوا بالانتقام، وهو ما سرب الخوف لنفوس النساء اللواتي طالبن بتوفير الحماية وخرجن في عدد من التسجيلات لفضح هذه التهديدات التي طالب أطفالهن. الشابة الشجاعة التي تصدت رفقة والدتها صاحبة محل السمك"السناك" المتواجد بالقرب من مكان الجريمة، من خلال رمي الجاني بالأواني ودفعه لإنقاذ الضحية وإنقاذ قريبته من الموت بعد أن ارتمت باكية فوق جثة الضحية، قبل أن يعمد الجاني إلى وضع قدمه فوق ظهرها وتوجيه طعنات لها بسلاح أبيض، عبرت عن خوفها على والدتها التي تضطر كل صباح إلى التوجه نحو سوق السمك والوقوف حتى الليل داخل محلها، كما تخوفت على طفلها، خاصة أن طليقها على علاقة قرابة بأحد المتورطين، لذلك لم يتردد في توجيه التهديد لها لأنها ذكرت قريبه بالاسم. الأم بدورها تلقت تهديدات من شخصين لم تتعرف عليهما، بعد أن قصدا محلها على متن دراجة نارية وطلبوا منها إسكات ابنتها عن التصريحات، كما وجهوا لها تهديدا بسبب تزويد الشرطة بفيديوهات كاميرا المحل التي توثق تفاصيل ما جرى، في الوقت الذي تلقت فيه شاهدة أخرى وهي أم لطفل أصبح يخاف من الخروج خوفا من التعرض للاعتداء على يد معارف الجاني، بعد أن ظهرت والدته على العديد من القنوات لتقديم شهادتها حول الجريمة، تهديدا من أشخاص ظهروا في فيديوهات تقدم روايات مفادها أن الجاني بالنسبة لهم شخص "الله يعمرها دار"!! وليس مجرما كما يحاول معارف زهير تصويره، مشيرين أن الجاني كان في حالة دفاع عن النفس بعد أن كان الضحية هو السباق لابتزازه ... وهي التبريرات التي لم تجد أي صدى من طرف المتعاطفين الذين لم يجدوا أي مبررا للتنكيل بالضحية بتلك البشاعة. وفي سياق آخر أطلق مئات المغاربة الذين يعيشون لحد الساعة تحت تأثير صدمة تفاصيل الواقعة البشعة، حملة ضد مظاهر الجريمة والانحراف وانتشار المخدرات والمؤثرات العقلية داخل الأحياء الشعبية، إلى جانب عدم التجاوب الجدي والسريع مع عدد من الشكايات التي يتقدم بها المواطنون، كما طالبوا الأسر بإعادة النظر في تربية الأبناء وهو ما دفع عددا منهم إلى عدم إبداء أي تعاطف مع والدة الجاني وشقيقته بعد تمسكهما بأن ابنهما أيضا "ضحية" وأن مستقبله قد ضاع بعد أن فقد أصابعه، وتعرض لضربات على وجهه، مشيرين أن الضحية كان يمكنه أن يكون القاتل... تجدر الإشارة أن الشرطة القضائية بآسفي قد فتحت بحثا في هذه الجريمة تحت إشراف النيابة العامة، كما تم إيقاف ثلاثة أشخاص قدموا أمام النيابة العامة للاشتباه في ارتكابهم جريمة القتل العمد ومحاولته، وتمت إحالتهم على قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بآسفي بناء على مطالبة بإجراء تحقيق في حقهم وتم إيداعهم بالسجن المحلي بآسفي على ذمة التحقيق.