لاحظت دراسة أجرتها المندوبية السامية للتخطيط، أن أسعار المنتجات الغذائية ترتفع خلال النصف الثاني من شهر رمضان بالمقارنة مع النصف الأول من الشهر الفضيل. الدراسة التي أنجزتها المندوبية، حول تأثير شهر رمضان المبارك على تطور أسعار الاستهلاك خلال هذه السنة، وخاصة أسعار استهلاك المواد الغذائية، أشارت كذلك إلى أن تغير عادات الأسر من حيث استهلاك بعض المواد الغذائية العامل الأساسي في تأثير شهر رمضان على تطور أسعار الاستهلاك. وفيما يبتدئ هذا التأثير عادة قبل أسبوعين من حلول الشهر المبارك، فإن ذلك تزامن هذا العام مع نهاية شهر مارس وبداية شهر أبريل 2021، تضيف مذكرة المندوبية، مقدرة الزيادة في أسعار الاستهلاك للمنتجات الغذائية بنحو 0.6 في المائة بالنسبة لرمضان بأكمله. كما لفتت الدراسة إلى أن الأسماك والبيض والحوامض من أكثر المواد التي تشهد ارتفاعا في أسعارها في رمضان. بالنسبة لأسعار الأسماك والمنتجات البحرية، ترتفع خلال النصف الأول من شهر رمضان بنسبة 5.6 في المائة، فيما ترتفع خلال النصف الثاني بنسبة 5.8 في المائة. وبدورها تعرف أسعار البيض والحوامض زيادات تقدر ب 2.5 في المائة خلال النصف الأول و 2.3 في المائة خلال النصف الثاني من الشهر المبارك، الشئ ذاته بالنسبة الفواكه التي ترتفع أسعارها بنسبة 1.9 في المائة. لكن مقابل ذلك، يبقى تأثير شهر رمضان على أسعار اللحوم الحمراء والدواجن والخضروات، باستثناء الطماطم، متواضعة على العموم، تقول المندوبية السامية للتخطيط. هذه الزيادات في الأسعار، تعود أساسا إلى ارتفاع استهلاك الأسر المغربية خلال شهر رمضان. وبحسب البحث الأخير حول استهلاك الأسر، الذي أجرته المندوبية السامية للتخطيط خلال 2013/2014، فإن استهلاك الأسر يرتفع بنسبة 16.3 في المائة في المتوسط خلال الشهر الكريم. وعزت المندوبية ذلك إلى أن ما يقرب من 82 في المائة من هذه الزيادة الظرفية إلى ارتفاع نفقات الغذاء، بحيث تنفق الأسر، في المتوسط، أكثر من الثلث على الغذاء بزائد 37 في المائة مقارنة مع الشهور الأخرى. الملاحظة الأخرى التي وقفت عليها مندوبية التخطيط, أنه كلما تحسن مستوى المعيشة كلما ارتفع الإنفاق. و من بين المنتجات الأكثر مساهمة في هذا الإنفاق الإضافي، الفواكه ب+163في المائة,واللحوم ب+35 في المائة, الحبوب ب+35في المائة، والحليب ومنتجات الألبانب +47في المائة. كما يرتفع إنفاق الأسر المغربية على المنتجات غير الغذائية بنسبة 4.6 في المائة. ويعود ذلك بشكل خاص إلى ارتفاع الإنفاق عل "النقل والاتصالات" ب+ 20 في المائة, و ب+ 3.7 في المائة في الإنفاق على "السكن والطاقة". لكن في المقابل، ينخفض الإنفاق على الملابس بنسبة 13 في المائة في المتوسط خلال هذا الشهر الكريم، وخاصة في الوسط القروي ب17.3 في المائة.