عادت قناة النهار الجزائرية من جديد وبشكل متخلف جدا إلى سب وشتم المغرب والإساءة إلى الملك محمد السادس في برنامج يقدمه نكرة من دمى النظام المتخلف يدعى عامر دراجي. الأهبل الذي يقدم نفسه باسم الشيخ النوي ظهر على شاشة النهار وهو يلعق أصابعه ويرفع عقيرته بترديد أغنية من كلام سوقي بليد تسب المملكة وصحراءها وتسخر من ملكها الذي بات يشكل عقدة لنظام العسكر. مثل هذه البرامج المتخلفة التي تتوجه إلى شتم الشعوب والاستهزاء منها، ليس لها وجود سوى في تلفزيونات العته الجزائري، الدولة التي فقدت البوصلة وخرجت جهارا تعلن غيظها من بلد جار لم يسئ لها مطلقا، والتاريخ يشهد على كرمه تجاه أبنائها وشعبها، ووفاءه لمقاومتها ذات زمن استعماري مضى وانقضى. المهرج «الشيات» منشط البرنامج المذكور راكم ثروة تتوزع على عدة شقق وسيارات ومحلات، بمصاحبته لمسؤولين وأبناء وزراء، ومن خلال الهدايا التي يتوصل بها بفضل برنامجه البئيس على قناة العسكر الجزائري. «الشيات» البليد الذي لا يحسن حتى التهريج، تحسنت حالته المادية كثيرا، مذ أصبح ناطقا رسميا باسم الجنرالات التي لا يستطيع ذكر حتى أسمائهم على لسانه. الجزائريون أنفسهم أطلقوا عليه لقب «الشيات» لأنه ببساطة «طالع واكل نازل واكل»! لغة السب والشتم التي أصبحت القنوات الرسمية وغير الرسمية الناطقة باسم العسكر توجهها نحو المغرب، هي لغة العاجز الحقود الذي لا يستطيع شيئا لا لنفسه ولا لبلده ولا لشعبه. وهي ليست المرة الأولى، فقد سبق لقناة الشروق هي الأخرى أن قامت بنفس المحاولة، لكن مثل هذه البرامج التافهة التي تثير استياء الشعب الجزائري نفسه، لا ترقى حتى لتسميتها ببرنامج تلفزي وتتحول إلى مسخرة تعود بالسخط على مخرجيها. لقد جرب النظام العسكري الجزائري ودميته الرئاسية الجديدة، شتى الأساليب لإلهاء الشعب الجزائري عن محنته التي تصدح بها يوميا حناجر الملايين من المواطنين في شوارع كل المدن الجزائرية، للمطالبة بتغيير النظام وبحكم عادل يغلب العقل ومصلحة المواطن في التدبير العام، ولا يقتات على الخرافات ونهب المال العام. يوميا يحلم الجزائريون بنظام عادل لا ينهب الثروات النفطية، ولا يطمع في المساعدات الغذائية المقدمة للمحتجزين في تندوف. لكن للأسف لم يفهم هذا النظام بعد أن زمن الاستبداد والديكتاتورية قد ولى، ومازال يعيش على أسطوانة الحرب الباردة المشروخة، طمعا في تراب لا تربطه به رابطة شرعية أو جغرافية ويحرك من أجل ذلك دميته التي صنعها في تندوف. لو فتح هذا النظام آذانه قليلا لأنصت للتقارير الأممية التي تدعوه لفتح تحقيقات نزيهة حول نهب المساعدات الغذائية الموجهة للنساء والأطفال المحتجزين، ولأرخى السمع لعشرات الأصوات الأممية التي تدعوه للبحث في انتهاكات حقوق الانسان بربوع التراب الجزائري والممتدة إلى مخيمات المحتجزين بتندوف. غير أن النظام غيَّر من مهامه في تدبير الشأن العام، وبات كمخرج هاوي يبحث عن «الهمزات» لإثارة البوز الفيسبوكي. تارة يُخرج برامج تسب المملكة المغربية جوهر عقدته السرمدية، وتارة أخرى يصور مشاهد مضحكة من سيناريو حرب وهمية لا تجري سوى في مخيلته، يكاد رصاصها لا يتجاوز أقدام الميليشيات الانفصالية. لقد فطن المواطن الجزائري للمسرحية التي تتوزع أدوارها بين سياسيين عجزة وجنرالات حاقدين يدفعون كل مرة إلى الساحة بممثل جديد، أصبح اسمه اليوم عبد المجيد تبون. «رجل» جاء دوره لاعتلاء المسرح الجزائري الكبير والذي تحركه خيوط عسكرية من خلف الستار. ألم يرفع أول احتجاج رسمي للجزائريين بعد انتخابه شعار «تبون الكوكايين»؟، ومثَّل المحتجون بشكل ساخر مشاهد شم الطحين، ألم يرفعوا شعار «تبون مزوّر جابوه العسكر»!؟. في كل مسيرات الحراك الشعبي يردد المحتجون اسمه بوضوح ويطالبوه بالرحيل مع باقي أفراد «العصابة». مقابل ذلك، انشغل النظام بقضية الصحراء المغربية وخلق لنفسه عدوا لعله يلفت إليه الأنظار. ذاك لعمري، انتحار بطيء ينفذه كل يوم النظام العسكري الجزائري ويجعله فرجة للمنتظم الدولي.