شُرع الخميس في مدينة أصيلة في أشغال تهيئة حديقة قرر مجلس بلديتها أن يطلق عليها اسم الأديب والإعلامي الراحل عبد الكريم غلاب، وذلك تكريما لاسم هذا الكاتب المتعدد والوطني ، الذي دعم ركائز الصحافة المغربية على مدار عقود وأثرى المكتبة المغربية بالكثير من الأعمال الإبداعية والفكرية في مجالات متنوعة. وستقام حديقة عبد الكريم غلاب"، التي تعد ثامن حديقة تحمل اسم مثقف كبير في مدينة أصيلة، على مساحة تقارب ال 3000 متر مربع، وهي تقع قبالة "دار الصباح للتضامن" التي بنيت على مساحة 4000 متر مربع كهبة من أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، لتكون مركزاً ثقافياً واجتماعياً يساعد الضعاف والمحتاجين، وتوظف فضاءاته لمحاربة الأمية للكبار، نساء ورجالاً، وتعليم الشباب الدراسات الإعلامية الإلكترونية واللغات، والعناية بالأطفال المتوحدين، إضافة إلى تقديم خدمات اجتماعية أخرى متنوعة. وتشتهر مدينة أصيلة بكونها "مدينة الحدائق" إذ تشتمل على سبع حدائق تحمل أسماء أدباء وشعراء ومفكرين مثل "حديقة محمد عزيز الحبابي"، و"حديقة الطيب صالح"، و"حديقة محمود درويش"، و"حديقة بلند الحيدري"، و"حديقة تشيكايا أوتامسي"، و"حديقة محمد عابد الجابري"، و"حديقة أحمد عبد السلام البقالي". وتعد هذه الأسماء الوارفة في مجال الفكر والإبداع، باستثناء محم عابد الجابري، من أبرز القامات التي كانت تشارك سنويا في فعاليات موسم أصيلة الثقافي الدولي منذ انطلاقه عام 1978، ونسجت مع فضاء المدينة وأناسها علاقات إنسانية. فيما يخص الأديب الراحل عبد الكريم غلاب، الذي وافته المنية في 14 غشت 2017، فقد جرى تكريمه في موسم أصيلة الثقافي الدولي ال33 عام 2011، وأصدرت مؤسسة منتدى أصيلة بالمناسبة كتابا بعنوان "عبد الكريم غلاب: الإنسان والأديب" يوثق لهذه اللحظة الاحتفائية وللشهادات، التي ألقيت في حقه من لدن كتاب ومبدعين آخرين. ومن المرتقب أن تضم "حديقة عبد الكريم غلاب"، في جزء منها فضاء يشتمل على مختلف ألعاب الأطفال والتئام الأسر، وستقام بها أيضا مكتبة صغيرة لفائدة الأطفال والنشء. كما تنوي بلدية أصيلة تعميم مثل هذه الفضاءات في الأحياء الشعبية الأخرى التي جرى تأهيلها أخيرا حيث رصفت الطرقات والأرصفة، وجرى تجديد شبكات الإنارة العامة، والصرف الصحي، وكذلك صرف مياه الأمطار. وفي سياق تكريس الطابع الثقافي لفضاءات أصيلة قررت إلى بلدية المدينة في دورتها الخريفية إطلاق أسماء شخصيات ثقافية وفنية وفكرية على شوارع وميادين في المدينة مثل الفنانة والوزيرة الراحلة ثريا جبران، والكاتبة والباحثة الراحلة فاطمة المرنيسي، والكاتب الروائي الراحل محمد شكري، والفنان التشكيلي الراحل ميلود أبيض، وآخرين. وقرر المجلس نفسه إطلاق اسم الكاتب المصري الراحل جميل عطية إبراهيم على زقاق بالقرب من ثانوية الإمام الأصيلي، التي درس بها في بداية عقد السبعينات، وكتب عن هذه التجربة رواية "أصيلا"، وقال محمد بن عيسى، رئيس مجلس بلدية أصيلة، إن مستشاري المجلس يتباحثون حالياً بشأن الفضاء أو المؤسسة التي ستحمل اسم الفنان التشكيلي المغربي الراحل، ابن أصيلة، محمد المليحي. وتعتزم بلدية أصيلة أيضا تكريم عدد من الرواد، الذين شاركوا في مواسم أصيلة الثقافية الدولية منذ بدايتها، وإطلاق أسمائهم على شوارعها وساحاتها، ويتعلق الأمر بالمفكر والباحث الفرنسي من أصل جزائري، الراحل محمد أركون، والكاتب الفلسطيني الراحل إميل حبيبي وسوى هؤلاء.
