نشرت صحيفة "أفريك 21" الإنجليزية، تقريرا، ذكرت فيه أن المغرب سيشهد ثورة قريبا في مجال الطاقات المتجددة من الهيدروجين. يأتي هذا بعد أن سبق للمغرب وألمانيا، أن وقعا قبل أشهر ببرلين، على اتفاق طموح يهم تطوير قطاع إنتاج الهيدروجين الأخضر، والذي على أساسه ربط المغرب وألمانيا اثنين من موانئهما البحرية، طنجة وهامبورغ، لنقل الهيدروجين الأخضر المنتج في المغرب. ويعتبر ميناء طنجة المتوسط، الذي يقع عند مدخل مضيق جبل طارق على الطرف الغربي بِمَرْفأ طنجة المفتوح في اتجاه الشمال الغربي، الآن علامة بارزة على الخريطة العالمية لنقل الطاقة الخضراء. وانضم ميناء طنجة، الذي أطلقت عليه صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، إسم ثاني أكبر منطقة اقتصادية في العالم بعد دبي، إلى ميناء هامبورغ الألماني، الذي يعد أكبر ميناء في ألمانيا وثالث أكبر ميناء في أوروبا ويحتل المرتبة 18 في قائمة أكبر موانئ الحاويات في العالم. وسبق الإعلان عن مشروعين أولين في إعلان النوايا التي يتم تنفيذهما في إطار التعاون الاقتصادي بين المغرب وألمانيا، لتصدير الهيدروجين الأخضر من المغرب إلى ألمانيا. ويأخذ الاتفاق المبرم بين الرباطوبرلين في الاعتبار، تبادل الخبرات والممارسات الجيدة فيما يتعلق بالأمن السيبراني في الموانئ ورقمنة الإجراءات. ويأتي الربط بين مينائي طنجة وهامبورغ شمال ألمانيا نتيجة لاتفاقية الشراكة الموقعة في 10 يونيو 2020 في عاصمة برلينالألمانيا بين زهور العلوي، سفيرة المغرب في ألمانيا، وغيرد مولر، وزير التعاون الاقتصادي والتنمية الألماني. كما حضر للاتفاق الآنف ذكره، كل من وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير، ووزيرة البيئة سفينيا شولتس، ووزيرة التعليم والبحث العلمي أنيا كارلتشيك، وكاتب الدولة في وزارة النقل والبنية التحتية الرقمية شتيفر بيلغر. ويروم هذا الاتفاق، إلى تطوير قطاع إنتاج الهيدروجين الأخضر، ووضع مشاريع للأبحاث والاستثمارات في استعمال هذه المادة التي تعد مصدرا للطاقة الإيكولوجية، بتمويل ألماني بلغ 9 مليارات يورو. ويطمح المغرب في تزويد المصانع الأوروبية بالهيدروجين الأخضر بأكثر من 70 من الاحتياطي العالمي من الفوسفات، مما يجعله المصدر الرئيسي في العالم للسماد. كما يستفيد المغرب أيضاً، من وضع جغرافي استراتيجي، يتجلى في جبهتان أطلسية وبحرية متوسطية طولهما 3500 كيلومتر يغذي طموحات كبيرة من حيث إنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر. كما يطمح المغرب بحلول سنة 2030، إلى أن يصبح البلد المصدّر للهيدروجين ومشتقاته (الأمونيا الخضراء والميثانول). وبهذا، يمكن للمغرب أن يستحوذ في نهاية المطاف على 2 إلى 4 من سوق الهيدروجين العالمية، التي تقدرها البلدان الأوروبية على نحو متزايد كمصدر للطاقة الخضراء. وترغب ألمانيا أيضا، أن تصبح رقم واحد في تكنولوجيات الهيدروجين الأخضر من خلال تركيب 10 غيغاواط (GW) من قدرة التحليل الكهربائي بحلول عام 2040. ومن هنا جاءت شراكتها مع المغرب. حري بالذكر، أن المغرب وألمانيا تربطهما شراكة طاقية منذ 2012، حيث يشكل قطاع الطاقات المتجددة محركا للتعاون الاقتصادي الثنائي. وقد مكنت هذه الأرضية للحوار المؤسساتي حول الطاقة من تبادل مثمر للممارسات الفضلى والخبرات بين البلدين، كما تشكل المشاريع المشتركة تتويجا لسلسلة من مشاريع التعاون الطاقية، من بينها البرنامج المغربي الهام للطاقة الشمسية.