عبرت جبهة البوليساريو عن رفضها للقرار الأممي الصادر عن مجلس الأمن. وقالت إن هذا القرار «لم يترك أمامها من خيار سوى التصعيد». جبهة البوليساريو لم تقف عند مستوى التصريح، بل مرت إلى العمل بتنظيم استعراض عسكري ترأسه إبراهيم غالي زعيم الجبهة، وزادت بإعلان حالة التأهب القصوى كما سمتها تهديدا بالعودة إلى الحرب. مجلس الأمن أصدر قراره يوم الجمعة الأخير مدد من خلاله من مهمة المينورسو لمدة سنة كاملة، بعدما كان التمديد في السنوات الأخيرة محدودا في ستة أشهر. كما أعاد مجلس الأمن التأكيد على النقاط الأساسية، التي ظل يرددها في قراراته في السنوات الأخيرة أي منذ 2012 وهي الحل السياسي، واعتبار الجزائر طرفا أساسيا في النزاع ومسؤولا عن الوضع الإنساني في تيندوف، والإشادة بمقترح المغرب في الحكم الذاتي، الذي يصفه المنتظم الدولي بالجدي وذي مصداقية. جبهة البوليساريو عادت إلى أسطوانة إجراء الاستفتاء هذا الاجراء الذي تبين استحالة الفصل فيه لتعقيدات كثيرة. كما أن إجراء الاستفتاء تم إقباره منذ عهد جيمس بيكر كمبعوث خاص للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء. عدم امتثال البوليساريو للقرارات الأممية يضعها في مواجهة مع المنتظم الدولي. لكن تصعيد الجبهة ومن يوجد خلفها بلغ حدا يتطلب تحركا صارما. الأممالمتحدة عليها أن تجد أسلوبا لردع جبهة البوليساريو وجعلها تنفذ قراراتها وعلى رأسها الانسحاب من المنطقة العازلة دون قيد أو شرط، كما حددت ذلك القرارات الصادرة في السنوات الأخيرة. وفي حالة عدم قبول جبهة البوليساريو للقرارات الأممية فإن المغرب له الحق في الدفاع عن مصالحه خصوصا في معبر الكركرات الذي يعتبر ممرا مدنيا وتجاريا وإنسانيا. لقد بينت المملكة المغربية حسن نيتها، بل وقدمت تنازلات كثيرة منذ قبولها تدويل القضية وقبولها مسلسل الاستفتاء. ويعلم الجميع أن أصواتا كانت قد عبرت عن رفضها لهذه التنازلات في حينها وقد تعرض الراحل عبد الرحيم بوعبيد للسجن بسبب هذا الموضوع، وذلك بعدما عبر عن عدم قبوله بالاستفتاء. واذا كان متتبعون اعتبروا أن المغرب أخطأ لما سمح بتدويل القضية وأخطأ بقبول الاستفتاء، إلا أن ذلك يعتبر من التاريخ وجاء في ظل أحداث دولية وإقليمية معينة. غير أن الذي يتحلل من القرارات الأممية اليوم هي جبهة البوليساريو، وهذا يعطي الحق للمغرب في أن يدافع عن وحدته الترابية بكل الأساليب المشروعة. لقد بالغت جبهة البوليساريو في خلق التوتر في المنطقة العازلة، وتمادت في غلق معبر الكركارات، في الوقت الذي التزمت المملكة المغربية بضبط النفس تنفيذا لتوصيات الأمين العام للأمم المتحدة. غير أن الوضع اليوم اختلف وأصبح المغرب في حل من ترك الأمور للبوليساريو لتقوم بألاعيبها المستفزة. المغرب اليوم ليدافع على وحدته الترابية يجب أن يمدد الجدار الأمني ليغلق كل المنافذ على جبهة البوليساريو. وإذا أرادت الجبهة والجزائر تصعيد الأمور حينها على المملكة أن تدافع عن وحدتها الترابية عسكريا وحينها يمكن للأمم المتحدة أن ترفع يدها عن الملف ولتتحمل الجزائر العواقب. صحيح أن الضحايا سيكونون هم سكان مخيمات تيندوف الذين يتم احتجازهم في «غيتوهات» لأغراض جيواستراتيجية. الحرب، التي تهدد بها جبهة البوليساريو، ستكون كارثية على سكان مخيمات تيندوف وعلى المستضعفين منهم بالخصوص لأنهم هم الذين يتم دفعهم لجبهة القتال. وقد خبر سكان المخيمات وسكان الأقاليم الجنوبية ويلات الحرب وتيقنوا من أنها كارثية. لهذا لتتحمل جبهة البوليساريو ومعها الجزائر العواقب. وليس على سكان المخيمات وعائلاتهم بالأقاليم الجنوبية سوى وقف ترهات الجبهة قبل وقوع الفأس في الرأس.