نسمع منذ قديم الزمن القولة المأثورة « يكاد المريب يقول خذوني »، وأتاحت لنا السنوات وتطورها أن نحيا التطبيق العملي لها، وأن نرى انعكاسها الفعلي على الواقع من خلال شريط فيديو « أبدعه » تحت الطلب زملاؤنا في موقع « اليوم 24 »، وكان بطله هو المعطي منجب; الرجل الذي يقول عن نفسه إنه مؤرخ لم يجد الزمان بمثله، ويقول عن نفسه إنه صحافي استقصائي لم يجد الزمان بمثله أيضا، ويقول عن نفسه إنه معارض سياسي لم يجد الزمان ثالثة بمثله، ويقول عن نفسه أشياء كثيرة أخري ليس هنا أوان حصرها ولا عدها ولا التوقف عندها إطلاقا. في شريط الفيديو الإبداعي الذي نشره زملاؤنا في الموقع المذكور، حاول المعطي منجب المشهور عند المغاربة منذ انكشاف أمره ب »مول الجيب » أن يوضح كيفية امتلاكه لعدد كبير من العقارات والمنازل في غير ما مكان من المغرب، وحاول أن يقنع مشاهديه، اعتمادا على حسن نية هؤلاء المشاهدين ربما، أنه حقق ماحققه بناء على عمله كأستاذ جامعي، وكباحث ومستشار ومؤرخ وصحافي استقصائي وإنسان جاد وجدي في الحياة. سوى أن المعطي خانه التوفيق في هاته، وأثبت أن كل ماكتب عنه في أكثر من موقع مغربي هو صحيح مائة بالمائة، خصوصا حين شرع في التجول في مختلف المدن والبوادي المغربية، رفقة طاقم الموقع إياه مشكورا، لكي يقدم للرأي العام المنازل والعقارات والأراضي التي يتوفر عليها، والتي قدم بخصوص كل واحدة منها رواية متهالكة لم تقنع حتى أصدقاءه والمتعاطفين معه، فأحراك أن تقنع من اعتقدوا دوما وأبدا أن الرجل منتحل صفات عديدة من الطراز الرفيع. أساتذة جامعيون كثر يفوقون المعطي موهبة في التدريس، وأساتذة صحافة حقيقيون مارسوا مهنة المتاعب لسنوات عديدة، وآخرون مارسوا الاستشارات في المعاهد والجامعات الدولية وجدوا صعوبة في تصديق أن كل ماحازه المعطي وعائلته من أملاك وعقارات، والتي اعترف هو بنفسه بتوفره عليها دون سند يؤكد أحقيته بها فعلا، وقالوا للأحداث المغربية منذ رأوا الفيديو الإبداعي الذي قدمه الزملاء في « اليوم 24 » مشكورين: « اعذرونا، الآن نصدق كل كلمة قلتموها عن المعطي منذ البدء، واليوم نكتشف الوجه المثمر، المربح المدر للدخل لهذا النضال الغريب من نوعه الذي اعتقنه عدد من « الأذكياء » و »القافزين » والذين وجدوا فيه فرصة للخروج من حال إلى حال ». يكاد المريب يقول خذوني، قالها المثل المأثور منذ قديم السنوات، وأكدها المعطي في الفيديو الإبداعي الموجود على « اليوتوب »، وقالها قبله المغاربة بشكل صادق وهم يؤكدون في دارجهم العميق أنه يجب فعلا الحذر من « المشتاق يلا ذاق »، وكفى بالزمن كشافا فاضحا لكل الكاذبين...